الاضطراب الجنسي لدى النساء وطرق علاجه

18659_large
ان الاضطراب الجنسي لدى النساء (Female Sexual Dysfunction – FSD)، هو ظاهرة منتشرة اكثر مما كنا نميل للاعتقاد حتى الان. وتشير التقديرات الى ان سيدة واحدة من كل ثلاث، تعاني اضطرابا في ادائها الجنسي. وعلى الرغم من ذلك، ما زال مجال البحث المتعلق بدائرة ردات الفعل الجنسية النسائية الفيزيولوجية،
والاصابة بالامراض الجنسية النسائية، والمجال المتعلق بالعلاجات الممكنة، للنساء اللاتي يعانين من الاضطراب الجنسي، ما زال متاخرا واقل تقدما من مجال البحث المتعلق بالاضطرابات التي تصيب الرجال وطرق علاجها. وقد قامت مؤخرا نقابة الاطباء النفسيين الامريكية بتغيير تصنيف الاضطراب الجنسي لدى النساء، ليصبح جزءا من كتب التشخيص النفسي الـ ICD -10 والـ DSM – IV. فقد تبنت نقابة الطب النفسي الامريكية، نموذج ردات الفعل الجنسية، الذي ابتكره كل من ماستراس وجونسون، والذي تمت ملاءمته لاحقا للاعراض المرضية المنتشرة بمبادرة من الاخصائية النفسية الامريكية هيلين سينجر كابلان. تتالف دائرة رد الفعل الجنسية – وفق ادعائها – من الشهوة التي تؤدي للتنبه عند حصول الاستثارة الجنسية، وسرعان ما ينتهي هذا التنبه بمرحلة النشوة الجنسية (هزة الجماع). بعد هاتين المرحلتين، تاتي مرحلة “الشفاء” وعودة الاجهزة لحالتها السابقة، استعدادا لحالة جديدة ممكنة من الاستثارة.

يمكن وفق هذه النظرية (التوجه)، ان يحصل الاضطراب الجنسي لدى النساء، في اي مرحلة من المراحل المذكورة:

اضطراب متعلق بالشهوة والرغبة الجنسية: يشمل انخفاض الشهوة الجنسية او انعدامها بالمطلق.

الاضطرابات المتعلقة بالتنبه الجنسي: انعدام القدرة على التنبه جنسيا بالقدر الكافي، مما يخلق ازمة نفسية، انخفاضا في مستوى ترطيب العضو التناسلي (الجنسي)، او بعض الاحاسيس الجسدية المزعجة.

الاضطرابات المتعلقة بالنشوة الجنسية (هزة الجماع): صعوبة الوصول للنشوة الجنسية، او انعدام القدرة على الوصول اليها بشكل مطلق.

اضطرابات الالم المتعلق بالعملية الجنسية: الم عسر الجماع، التشنج العصبي المهبلي، الالم المتواصل في العضو التناسلي، والذي ليس بالضرورة ان يكون مرتبطا بالعملية الجنسية.

اسئلة و اجوبة عن اداب ممارسة العلاقة الحميمة و المعتقدات الخاطئة عنها تجيب عنها د هبة قطب

يمكن لكل واحد من هذه الاضطرابات، ان يكون اوليا او ثانويا، ومن الممكن ان يكون شاملا او ظرفيا، اي محصور بحالات بعينها. ان الفصل بين الاضطرابات التي لها مسببات نفسية، وبين تلك التي يعتبر تفسيرها جسديا (عضوية)، هو فصل غير طبيعي بتقديرنا، بل ان هنالك تقاطعا بين المسببات العضوية الجسدية وبين تلك النفسية وبالعكس، في غالبية الحالات. تنبع الاضطرابات الجنسية في اغلب الحالات من التقاطع بين الروح والجسد، وبحسب تقديرنا فان هذا التوجه هو التوجه السائد اليوم، من اجل العلاج من جهة، ومن اجل البحث العلمي من الجهة الاخرى.

ليس مجال البحث في الاضطراب الجنسي مجالا سهلا، حيث ان نسبة النساء اللاتي يعانين من الاضطراب الجنسي بادائهن، ويتوجهن للاستشارة الطبية، تعتبر منخفضة جدا. تتردد الكثير من النساء في التحدث عن هذه المشكلة مع اي جهة علاجية، وحتى ان تحدثن في الموضوع، فانهن في كثير من الاحوال لا يتلقين العلاج المناسب. خلال الابحاث العلمية التي اجريت على السكان، قالت 43% من النساء، ان لديهن مشاكل في ادائهن الجنسي، مقابل 31% من الرجال في نفس المجموعة. كما تبين ان نحو الثلثين تحدثوا عن شهوة جنسية متدنية، والثلث عن مشاكل في التنبه الجنسي، والثلث عن مشاكل في الوصول الى النشوة، ونحو الخمس تحدثوا عن اعراض مؤلمة. وفقط، خمس النساء قلن انهن يشعرن بالاكتفاء من حياتهن الجنسية، بينما تم تشخيص اكثر من اضطراب جنسي واحد لدى الكثير من النساء.

ان القليل فقط، من النساء اللاتي يعانين من الاضطراب الجنسي – رغم اننا نتحدث عن مشكلة منتشرة بشكل واسع – يتوجهن للعلاج. غالبية هؤلاء اللاتي يتجران على التوجه للعلاج، يقمن بذلك بدافع من الالم المرافق لممارسة الجنس. اما بقية النساء اللاتي يعانين من الاضطراب الجنسي في ادائهن، لا يتوجهن للاستشارة الطبية والعلاج، بسبب نقص الوعي الجماهيري بكل ما يتعلق بالاداء الجنسي عامة، وبالاضطرابات في هذا الاداء بشكل خاص. فقط، في السنوات الاخيرة ازداد الوعي الجماهيري لمشاكل الانتصاب لدى الرجال، خصوصا مع دخول عدد من الادوية والعقاقير الخاصة بعلاج الضعف الجنسي الى السوق، ورغبة الشركات المنتجة بتوسيع رقعة وزيادة حجم مبيعاتها. لقد حرك الجانب التجاري موضوع التوعية لدى الاطباء ولدى الجمهور عامة، بكل ما يتعلق بالاداء الجنسي لدى الرجال. اما نقص الادوية الناجعة وسهلة الاستخدام لعلاج المشاكل الجنسية لدى النساء، فيؤدي لعدم الاهتمام بالبحث العملي او النشاط التجاري على السواء.

كان هنالك – بالمقابل – من اتهم الاطباء بالتدخل في الموضوع اكثر مما يجب. والحقيقة، انه حتى لو كان الامر كذلك، فان هذا لا يلغي وجود اعداد كبيرة من النساء اللاتي يعانين من الاضطراب الجنسي.

يجب ان يتم استيضاح موضوع الاضطراب الجنسي لدى النساء بعدة توجهات، وذلك على ضوء كثرة الجهات التي يمكن القيام بذلك مقابلها. لكن فقط، بالتعاون المهني بين طبيب العائلة، اخصائيي الهورمونات، طبيب الامراض النسوية، طبيب امراض المسالك البولية، المختص النفسي ومختصي علاج المشاكل الجنسية، من الممكن حينها الوصول لتشخيص دقيق وعلاج ناجع للمشاكل الجنسية لدى النساء. تتعلق طريقة العلاج بالعامل الذي ادى لذلك، لكن في اغلب الحالات من المتبع القيام بعلاج جنسي، يتمحور حول تغيير انماط التصرف الجنسية، وبالابتعاد عن طرق تفكير خاطئة بكل ما يتعلق بالجنس والنشاط الجنسي. فمثل هذا العلاج من الممكن ان يكون داعما اذا ما كان مصحوبا بعلاجات اخرى، مثل العلاج الدوائي.

أسرار الابراج وما هو سر الكاريزما التي يتمتع بها كل برج !!

أسباب وعوامل خطر الاضطراب الجنسي لدى النساء

اكثر الاسباب المؤدية لاضطراب الاداء الجنسي لدى النساء انتشارا:

اضطرابات في الاداء الهورموني في المحيط الزمني القريب من الولادة، السكري، اضطراب في اداء الغدة الدرقية وانقطاع الطمث.

تناول الادوية المختلفة (لتخفيض ضغط الدم، حبوب منع الحمل، الحبوب المضادة للصرع، الحبوب المهدئة، مضادات الاكتئاب، العلاج الكيميائي للسرطان والادوية المضادة للقرحة المعدية والهضمية).

شرب الكحول وتعاطي المخدرات والتدخين.

مشاكل في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي (الطرفي).

حالات ما بعد الصدمة النفسية والجسدية، خصوصا بعد التعرض للاغتصاب او الاستغلال الجنسي.

مشاكل في الاعضاء التناسلية او في المسالك البولية.

اضطراب في الدورة الدموية.

اضرار في العمود الفقري او عيوب (تشوهات) جسدية تخلق صعوبة في الاداء الجنسي، الجسدي او النفسي.

علاجات الخصوبة، استئصال الرحم والمبايض، انقطاع الطمث، سرطان الثدي بشكل خاص والامراض المزمنة عامة، بكل ما تحملها وتؤدي لها من مشاكل وازمات نفسية وجسدية.

ان فهم هذه الاسباب، وغيرها من الاسباب، يمكن الجهة التي تقدم العلاج من جعل المتعالجات يعرفن مشكلتهن ويعترفن بها، ويدفعهن لطلب العلاج الطبي الملائم.

Comments are closed.