الخلع حق شرعي للمرأة

6731_med-خلع

والخلع فى الشرع هو فراق الزوج زوجته بِعوض بألفاظ مخصوصة .وفائدته : تخليص الزوجة من زوجها على وجه لا رجعة فيه إلا برضاها ، وبعقد جديد .

الأصل فيه : قوله تعالى : ( وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ )

فأول خلع وقع في الإسلام هو خلع امرأة ثابت بن قيس بن شماس وهي جميلة بنت عبد الله بن أبي، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة. وروى أحمد عن سهل بن أبي حثمة قال: وكان أول خلع في الإسلام، وذهب بعض العلماء إلى أن الخلع وقع في الجاهلية. قال الصنعاني في سبل السلام: وقيل إنه وقع في الجاهلية وهو أن عامر بن الظرب زوج ابنته من ابن أخيه عامر بن الحارث،فلما دخلت عليه نفرت منه فشكا إلى أبيها، فقال: لا أجمع عليك فراق أهلك ومالك وقد خلعتها منك بما أعطيتها، زعم بعض العلماء أن هذا كان أول خلع في العرب.

وفي مصر انتقد علماء الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ودار الإفتاء، مطالبة أحد نواب مجلس الشعب بإلغاء قانون الخلع تحت دعوى عدم مطابقته للشريعة الإسلامية، ووصفوا تلك الدعوى بأنها جهل تام بأحكام الإسلام.

وأكد علماء الأزهر أن قانون الخلع الذي أعطى للمرأة حق إنهاء الحياة الزوجية بإرادتها مشروع منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ووردت فيه آيات قرآنية وأحاديث صحيحة تبيح للمرأة استخدام هذا الحق عند استحالة العشرة الزوجية، وأنه حق كفلته الشريعة الإسلامية للمرأة كما كفلت للرجل حق الطلاق.

واستشهد الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية على مشروعية قانون الخلع بقول الله تبارك وتعالى: «فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به» ومن السنة النبوية الشريفة يسترشد الدكتور هاشم، بحديث امرأة ثابت بن قيس التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق، إلا أنى أخاف الكفر، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، فقال صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقه، معتبرا أن الآية الكريمة والحديث الشريف يؤكدان أن الخلع هو أحد الحلول الشرعية القانونية للمشكلات الزوجية، خصوصا إذا استحالت العشرة بين الزوجين، فهو يعد أحد حقوق الزوجة في الإسلام حيث يحفظ كرامة المرأة، فيتاح لها اللجوء للقضاء لخلع زوجها إذا استحالت العشرة بينهما.

Comments are closed.