من اللافت خلال موسم شهر رمضان المبارك إدمان السعوديات على السهر المـُفرط، والخلود للنوم أثناء النهار، وهي سلوكيـّات تحرم البدن والعقل من التمتع بالنوم الهادئ بوصفه من أساسيات الصحة السليمة، كما أثبتت كثير من الدراسات.
وهو ما قد ينعكس على جمال ونضارة البشرة، إذ يُعرف النوم الصحي والسليم منذ القِدَم بالنوم الجميل نسبة إلى جمال شكل النائم نوماً هادئاً، كما في القصة المعروفة “الجميلة النائمة”، كما يرتبط النوم السليم بنضارة الوجه وصفاء البشرة، إضافة إلى الشعور بالراحة البدنية والاستقرار النفسي.
والاستفادة القصوى من كريمات البشرة، ويظهر هذا الأثر جلياً لدى كثير من موظفي الورديات، والأعمال الليلية، وأصحاب السهر المـُفرط، والنوم خلال النهار عوضاً عن ساعات الليل.
النوم وجمال البشرة:
ويُعد النوم من أنجح علاجات البشرة وأقلها كَلفة، وهو يساعد على ضمان جمال البشرة وصفائها. فمن المتفق عليه أنّ كريمات الجلد ومستحضرات تجميل البـَشرة مهما اختلفت أنواعها لا تؤدي إلى النتيجة المرجوة منها إن لم يدعمها نوم صحي وهادئ؛ فالحرمان الحاد والمزمن من النوم أثناء الليل، أو المعاناة من رداءته بسبب اضطرابات النوم المختلفة، يمكن أن يُظهر البشرة بشكل جاف ومُرهَق
ويؤثر بشكل سلبي على نضارة العينين ويظهرهما بشكل ذابل، ويجعل من الصعب التخلص من الهالات السوداء المحيطة بهما، كما أشارت إحدى الدراسات البريطانية (عام 2011). وبالرغم من محاولة كثير من الذين يعانون من الأرق المزمن، أو كثرة التململ أثناء النوم التغلب على مظاهر الحرمان من النوم على وجوههم والتظاهر بالنشاط إلا أنّ من الصعب عليهم إخفاء ذبول العينين وملامح الإرهاق والتعب على بشرة الوجه.
ونتيجة لذلك تلجأ بعض النساء في كثير من الأحيان إلى استخدام كريمات الأساس ومساحيق التجميل بشكل مُكثـّف في محاولة لإخفاء الهالات السوداء المحيطة بالعينين، وإضفاء بعض النضارة على بشرة الوجه.
ومن الثابت علمياً أنّ أنسجة الجلد تحوي أسرع الخلايا انقساماً وتكاثراً؛ حيث تحتاج إلى استبدال سريع وفعال للحفاظ على رطوبة البشرة ونضارتها، وحمايتها من المؤثرات الخارجية كالحرارة والبرودة، والرطوبة وأشعة الشمس والهواء الملوث.
وتؤدي إلى نتيجة أفضل أثناء النوم مدعومة بالأثر الإيجابي لهرمون النمو، كما تعمل مستحضرات العناية بالبشرة على الحفاظ على رطوبة الجلد وإعادة ترويته بفعالية خلال ساعات النوم في غياب العوامل المضادة كأشعة الشمس وتلوث الجو، وبعض مستحضرات التجميل (الماكياج).
النوم حب الشباب:
من الثابت علمياً تأثر جهاز المناعة سلباً بالأرق المزمن وزيادة التوتر مما يمكن أن يجعل الجلد عرضة للتهابات البكتيرية، ويُضعف قدرته على مقاومة حب الشباب. فالتوتر المصاحب للإجهاد البدني والنفسي الناتج عن الحرمان من النوم يزيد من إفراز الغدة فوق الكظرية لهرمون (الكورتيزول) مما يؤدي إلى زيادة في إفراز غدد العرق الجلدية
كما يسبب اختلاط العرق والإفرازات الدهنية الزائدة بخلايا الجلد المستبدلة إلى انسداد مسام الغدد العَرَقية، وتكاثر البكتيريا المسببة لحب الشباب. وقد أثبتت بعض الدراسات العلاقة الوطيدة بين قلة النوم وزيادة الوزن حيث يمكن أن تصل نسبة البدانة إلى 55 % لدى الأشخاص الذين يبلغ معدل نومهم أقل من خمس ساعات في الليلة مقارنة بغيرهم من أصحاب النوم الكافي. وتُعد البدانة أحد عوامل الإصابة بحب الشباب والتهابات الجلد البكتيرية والفطرية نظراً لزيادة إفراز الغدد العرقية والدهنية.
ويساعد على ارتخاء العضلات، والتخفيف من حدة القلق، وخفض إفراز هرمونات التوتر كالكورتيزول، كما يُنصح بتنظيف البشرة جيداً من مستحضرات التجميل قبل النوم، واستشارة طبيب الأمراض الجلدية وأخصائيي علاج البشرة عن أنسب أنواع المستحضرات التي يمكن استخدامها بالليل خاصة لموظفي الورديات الليلية للتخلص من التجاعيد وعلاج التشققات، وسواد ما حول العينين، والمساعدة على الحفاظ على صحة الجلد ونضارة البشرة، وتجنب الإصابة بأمراض الشيخوخة المبكرة.
Comments are closed.