الحمل في سن الأربعين .. ما هي الأخطار المتوقعة؟

الحمل في سن الأربعين
الحمل في سن الأربعين

   يعتبر سن الأربعين عتبة (سن اليأس) عند المرأة ويشكل مرحلة حرجة ومخيفةً لها، مما يصيبها بتوتر عصبي ونفسي لشعورها بأنها بدأت بالانحدار من ربيع الحياة والأنوثة والجمال ولما يحدث لها من تغيرات تؤثر على جسمها، يظهر أثرها في الحمل إذا ما حصل في هذا العمر.

وبسبب تغير طبيعة الحياة وازدياد الأعباء على المرأة وانشغالها بالعمل وسعيها إلى تحسين المستوى المادي لأسرتها بات الحمل يحدث بعد بلوغ المرأة سن الأربعين.

وهو سن الذي تبدأ وظائفها التناسلية فيه بالتدهور تدريجياً، وسواء أكان يحدث لأول مرة أو إذا كانت المرأة قد حملت وأنجبت من قبل، فإنالحمل بعد الأربعين ينهك صحتها ويضعف جسدها ولهذا يجب أن يحظى الحمل في الأربعين بعناية طبية خاصة فالله سبحانه وتعالى خلق كل شئ وقدره فجعل أوج خصوبة المرأة من العشرين إلى الخامسة والثلاثين من عمرها وقبل هذا التاريخ أو بعده تكون أعضاء جسم المرأة غير معدة الاعداد المثالي المناسبة لاستقبال واحتضان الجنين ونموه نمواً طبيعياً.

الحمل في سن الأربعين .. ما هي الأخطار المتوقعة؟

تشوهات ولادية
ومع أن الكثيرمن السيدات يلدن أطفالاً طبيعيين بعد الأربعين لكن هناك احتمال كبير أن يولد الجنين وبه بعض التشوهات أو الإعاقات صغيرة كانت أو كبيرة بأي صورة من الصور.

فبعد سن الأربعين قد تحدث بعض الاضطرابات في تكوين خلايا الجنين مما قد يحدث له الكثير من التشوهات الخلقية.

ومما يلاحظ في حالات الحمل بعد بلوغ المرأة أربعين عاماً، بصورة عامة، ما يلي :

– حدوث الكثير من حالات الإجهاض لعدم وجود المناخ المناسب صحياً ونفسياً لاستمرار الحمل ولعدم توفر ما تتمتع به المرأة الصغيرة السن من قدرة على استقبال واحتضان الجنين ونموه نمواً طبيعياً داخل الرحم حتى وإن تمت الولادة بعد هذا السن بشكل طبيعي. لكن الاحتمال الأكبر في مثل هذ الحالة أن يولد الجنين غير طبيعي بسبب الأمراض الناشئة عن اضطرابات تكوين خلايا الجنين في الظهور.

كما أن إمكانية أداء أعضاء الجسم المختلفة كالقلب والجهاز الهضمي والكبد والكلي تضعف وقد لا تفي بمتطلبات الأم والجنين، إضافة إلى احتمال إصابة الأم بأمراض القلب أو السكري وغيرها في هذا السن مما يترك أثره على الجنين.

– ترجيح احتمالية الولادة قبل الأوان، فإن كانت مدة الحمل أقل من 37 أسبوعاً، فإن الطفل يولد أحياناً صغير الحجم، قليل الوزن وبحاجة لعناية طبية خاصة.

– احتمال الإصابة بمرض التسمم الحملي مما يؤدي لإصابة المرأة بارتفاع الضغط الشديد وتورم الساقين والزلال في البول والتأثير على صحة الجنين وحجمه وضعفه وولادته قبل الأوان.

– تعرض المرأة لمشاكل أخرى كتعسر الولادة أو الولادة بواسطة الفورسبس (جفت الجذب) التي تكثر في ولادات الحوامل بعد سن الأربعين.

– زيادة نسبة التشوهات الخلقية كتشوهات القلب وصماماته أو إصابة الجهاز العصبي مما يؤثر على ذكاء الطفل وقدراته وتزيد بصورة عامة ظاهرة التأخير في النمو الجسماني والعقلي.

– زيادة احتمالات الإصابة بالأمراض الناجمة عن الاضطرابات الصبغية، فالعوامل الخطيرة التي تؤدي إلى حدوث تشوهات في الجنين في أي عمر من أعمار الأمهات تزداد فعاليتها إذا كان عمر الأم أكثر من الأربعين مثل الأدوية وتعرض الأم للأشعة السينيية وسوء التغذية.

أمراض مزمنة ناتجة عن الحمل في سن الأربعين ..
يشكل الحمل عادة فترةً حرجة بالنسبة لجميع أعضاء الجسم حيث تزيد معدلات عملها لسد حاجات ومتطلبات الأم والجنين، فإذا ما حدث الحمل بعد سن الأربعين فإن معدلات عمل الأعضاء المختلفة كالجهاز الهضمي والكبد والكليتين والقلب لن تفي بمتطلبات الأم والجنين معاً نظراً للضعف النسبي لعمل هذه الأجهزة في هذه السن.

وإذا كانت الأم مصابة بأحد الأمراض المزمنة كالسكري أو القلب او الضغط فإن الحمل يؤدي إلى تفاقم مشاكل الحمل والولادة كما يزيد من احتمال إصابة المرأة بتسمم الحمل مما يؤدي إلى ولادة الجنين قبل الأوان.

عند الولادة قد تظهر بعض المشاكل مثل تعسر الولادة واللجوء إلى عملية قيصرية أو غيرها، لذا تُنصح النساء بالسعي إلى انجاب أولادها قبل سن الأربعين، ليس فقط من أجل ما سبق ذكره بل أيضاً لكي تتمتع بتربيتهم ورؤيتهم شباباً ولترى أحفادها أيضاً.

كما عليها ضرورة استشارة الطبيب المختص ومراجعته بشكل دوري طيلة الحمل للتأكد من صحة الحامل وسلامة الجنين والولادة بشكلٍ طبيعي.

وأخيراً، مهما يكن من أمرٍ فإنه يجب ألا نتغاضى عن ولادات عديدة حدثت بعد تخطي الأم سن الأربعين وجاء فيها المولود بصحة جيدة وحجم ممتاز، متمتّعاً بقلبٍ وجهاز عصبي وذكاء جيدان دون أن يكون لما ذكرناه من أخطار أو مساوئ أية تأثيرات على الطفل والأم.

Comments are closed.