
بسم الله الرحمن الرحيم”وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون”
وقال الإمام أحمد بن حنبل : حدثنا الأسود بن عامر : شاذان ، حدثنا أبو بكر – هو ابن عياش – عن عاصم – هو ابن أبي النجود – عن أبي وائل ، عن عبد الله – هو ابن مسعود ، رضي الله عنه – قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده ، ثم قال : ” هذا سبيل الله مستقيما ” وخط على يمينه وشماله ، ثم قال : ” هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ” ثم قرأ : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) .
هذا هو صراط الدنيا فماذا عن صراط الأخرة ، نعلم جميعا أن هناك مراحل متعددة يمر بها العبد يوم القيامة حتى يتلقى ما كتب له من جزاء وأخر مرحلة يمر بها العبد هى المرور فوق الصراط وتعد أصعب خطوة بعد الحساب وقال الله تعالى “وأن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضياً” تلك هي لحظة المرور على الصراط وهو جسر يضرب فوق جهنم بعرض جهنم آخره الجنه وأسفل منه النار ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم الصراط كالآتى :-
الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف يسير عليه الناس حاملين ذنوبهم مجسدة على ظهورهم ،وعليه كلاليب وخطاطيف وحسك(حديد مدبب)،والصراط مظلم شديد الظلمة ويضاء النور للناس على الصراط بقدر أعمالهم فمنهم من كان نوره كالجبل ومنهم من كان نورة كالنخلة والبعض نوره كظله وأخرين نورهم كالعصا وهناك من هم نورهم كأصبع إبهام قدمه يضئ مرة ويطفئ مرة ويقال لهم أمشوا على الصراط على قدر نوركم .
يقول الله تعالى “يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ” صدق الله العظيم
كذلك هناك من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالريح ، وهناك من يمر كالبرق، ولكن أيضا نجد من يمر زحفاً أوحبواً أومن يسقط فيتعلق بالصراط وتدمى يديه فيمر ممسكاً به خوفاً من السقوط وللأسف هناك من يسقط ونعوذ بالرحمن من ذلك .
و في الجانب الآخر ينتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم للدخول بينا الى الجنة وياتى بالموت على شكل كبش كبير فيذبح على الصراط فيفرح أهل الجنة و يحزن أهل النار .
و أخيراً نود الإشارة الى أن الصراط المستقيم في الدنيا تلك النعمة التى ندعوا الله بها يكون الإمتداد الطبيعى لها هي صراط الآخرة لذلك إختار لهما الرحمن الإسم ذاته .
فمن اهتدى الى صراط الله في الدنيا ،هدي الى صراط الله في الأخرة ،ومن إختار أن يمشى كما يريد الله في الدنيا أعانه الله على الصراط في الاخرة
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافية في الدنيا والآخرة
Comments are closed.