بالفيديو.. حقيقة شباب مصري أطلق علي نفسه إسم “بلاك بلوك”

حقيقة شباب مصري أطلق علي نفسه إسم "بلاك بلوك"
حقيقة شباب مصري أطلق علي نفسه إسم “بلاك بلوك”

البلاك بلوك مجموعة من الشباب المصري أصبح إسمهم يثير الرعب في نفوس المصريين ويتزامن مع ظهورهم أحداث عنف وشغب، وأصبح عندهم من الجرأة ما جعل عنفهم لا يقتصر علي الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة والمواطنين العاديين وإنما يتجاوز إلي قصر الرئاسة ومقرات الحزب الذي ينتمي له الرئيس محمد مرسي – حزب الحرية والعدالة – ولكن السؤال .. هل هذا أمر طبيعي بعد الثورات ؟ أعني أن تظهر مثل تلك الجماعات أو المجموعات المتطرفة .. وهل البلاك بلوك المصري هو صورة من صور هذه الجماعات والمجموعات المتطرفة التي تظهر في أعقاب الثورات وأثناء ضعف الدول – الحكومات – ؟

وللأجابة علي ذلك هناك شقان، الأول: أنه من الطبيعي أن تظهر مثل هذه الحركات والمجموعات في أعقاب الثورات وفي أوقات ضعف وتهاوي الحكومات، أما الثاني: فإنه – أعني البلاك بلوك المصري – ليس من هذه الجماعات أو الحركات المتطرفة التي تظهر في أعقاب الثورات وفي أوقات ضعف الدولة وإن صوره الإعلام علي أنه أحد صور العنف التي تظهر في أعقاب الثورات ولكن الحقيقة علي عكس ذلك.

إذن فما هو البلاك بلوك المصري ؟
ولن أجيب علي هذا التساؤل بإعطاء تعريف جامع مانع للبلاك بلوك المصري ولكني سأحاول تحليل ظهور مثل هذه الظاهرة في مثل ذلك التوقيت عن طريق الرد علي بعض الأسئلة القصيرة كالتالي:
– هل البلاك بلوك المصري هو جماعة أو مجموعة متطرفة؟
لا، ولو كانت كذلك لماذا لم تظهر في خلال الـ 18 يوم بعد 25 يناير 2011 عندما كان الإنفلات الأمني في ذروته أو حتي بعد الـ 18 يوم وفي خلال عامين بعد الثورة هم فترة حكم المجلس العسكري لمصر في المرحلة الإنتقالية.
– لماذا إذن ظهر في هذا التوقيت بعد إنتخاب رئيس؟
هناك سببين رئيسيين، الأول: هو ضعف الدولة وأقصد بالدولة السلطة التي تحكم مصر، فقد جاء الرئيس المنتخب من فصيل يتخوف منه كثير من المصريين نظرا لعوامل عدة وأصبح هذا الرئيس المنتخب علي رأس السلطة في مصر في حين أنه ورغم أنه علي رأسها لا يملكها ولا يعرف ولائاتها بل ويعرف جيدا أن كثيرا من أدواته ترفضه هو شخصيا أو ترفض خلفيته التي تعود إلي جماعة الإخوان المسلمين، ناهيك عنه أنه وبعد إستتباب أدوات السلطة نوعا ما ظهرت سوء إدارته للأمور وظهر ضعفه رغم أن بدايته ظهرت قوية عندما أطاح بقيادات الجيش ولكنه فشل في التعامل مع الإنفلات الأمني ومجموعات مثل البلاك بلوك وهذا علي سبيل المثال وليس الحصر، مما يدلل علي سوء إدارته وفشله في بعض الأمور المهمة التي لا تحتمل التأخير.
أما السبب الثاني: فهو الخلاف السياسي إذ تحول الإختلاف في الرأي السياسي إلي خلاف يشبه في ظاهره الخلافات العرقية والعقائدية ودعم ذلك الرموز السياسية والنخبة من كل الأطراف سواء بالمال أو المجهود أو الكلام أو حتي السكوت.
فظهرت مثل تلك المجموعات لتعبر عن ضعف السلطة والخلاف السياسي العنيف.

وبناءً علي ما سبق، فإننا ليس أمام جماعة تتخذ من العنف منهجا وطريقا لها أو حتي أمام جماعة لها تنظيم وقيادة (والدليل علي ذلك أن البلاك بلوك تحول في الفترة الأخيرة من مجرد مجموعة يتزامن مع وجودها العنف إلي مجموعة موجهة تجدها تدافع عن إستقلال القضاء وضد أخونة الدولة ..إلخ) ولكننا أمام مجموعة من الشباب لاحظ ضعف السلطة وأثاره الخلاف السياسي فتحول إلي هذا النوع المبهم الذي لا هو عنف محض ولا هي سلمية صافية وإنما “من ده علي ده”.

أخيرا إذا شاهدتم هذان المقطعان ستكتشفون أننا لسنا أمام مجموعة مذهبها أو منهجها العنف وإنما أمام مجموعة من الشباب يحاول صنع حالة من الرعب و “الأفورة” سواء بإرادته أو بتدعيم وتحريض من بعض الرموز فهذا ليس موضوعنا في هذا المقام.

Comments are closed.