كلّ إختراع أو وسيلة أو تقنيّة يبدأ بسيطاً ويتطوّر مع الوقت لخدمة الناس. ومع التقدّم الطبيّ-التجميليّ الهائل الذي حصل في السنوات الأخيرة، أصبح بالإمكان شفط الدهون بطريقة فعّالة وسهلة ومضمونة. يشرح الدكتور صعب التقنيات التي إستخدمها الإختصاصيّون لمحاولة شفط الدهون منذ القديم وصولاً إلى وقتنا هذا. يقول «في البداية، عمد الأطباء إلى إدخال قساطل صغيرة بطريقة يدويّة إلى داخل الجسم لسحب الدهون إلى الخارج. وقد تسبّبت هذه التقنيّة ببعض المضاعفات والمشاكل، وتمّ العمل على تطويرها حتى نالت موافقة ال FDA . وبات الإختصاصيّون يستعملون طرقاً وقائية تحول دون التسبّب بجلطات مؤذية وتعمل على تسييل الدم بعض الشيء ». يضيف «وبعد فترة، جرى العمل على تطوير ماكنات وآلات خاصة من شأنها أن تشفط الدهون عبر قساطل صغيرة، وهي تعمل على ضغط منخفض Low Pressure ، بحيث يتمّ الشفط عبر إحداث جرح صغير في الجلد، ما قد يخلّف ندبة معيّنة. بعد مدّة، تغيّرت الأمور، إذ أصبح الطبيب يباشر حقن الجسم بمادة شبيهة بالماء الممزوج بدواء خاص كي يتحوّل الدهن إلى مادّة سائلة بعض الشيء فيتمّ شفطه بطريقة أسهل من دون دماء ». ويُكمل مستطرداً: «وأمّا الآن، فقد دخلنا في عصر جديد، أي في مرحلة تفتيت الدهون بالصوت أي -Ultrasound Assisted UAL Liposuction -، بحيث يتمّ إدخال قسطل رفيع جداً إلى الجسم، يحتوي في مقدّمته على ماكنة تفتت الدهن لكن داخل الجسم ويتمّ من بعدها شرقه إلى الخارج مفتتاً .» كلّ هذه الجراحات أصبحت الآن بسيطة وسهلة. وهي تعمل على مبدأ شفط الدهون ونحت القوام Liposuction & Liposculpture ، تحت تخدير موضعيّ، فلا يشعر المرء بالإنزعاج أو بالعواقب نتيجة التطوّر الحاصل والذي يقوم على تفتيت الدهون وليس شفطها فقط بطريقة مؤلمة. يؤكّد الدكتور صعب أنّه «بالإمكان شفط ما يقارب التسعة كيلوغرامات من الشحوم والدهون عبر إستخدام تقنيات الشفط الحديثة، لكن لا يمكن تخطّي معدّل ١٠ % من وزن الجسم عبر هذه التقنيات، لذلك، لا بدّ من المتابعة والمحاولة لخسارة الشحوم المتبقيّة عبر الوسائل المكمّلة، أي الحميات الغذائيّة والرياضة ». ويضيف أنّه «لا بدّ من أن يمشي الشخص قدر المستطاع بعد الخضوع لهذا النوع من الجراحات التجميليّة البسيطة حتى يشفى، كما يجب التقيّد بإرشادات الطبيب ولبس المشدّ الخاص، إضافة إلى شرب كميّات كبيرة من المياه لتصريف الدهون المتبقيّة في الجسم. |