حكم تعمد تأخير الإنجاب

حكم تعمد تأخير الإنجاب
حكم تعمد تأخير الإنجاب

شرع الزواج لتحقيق مصالح لا تتحقق إلاَّ به. منها إعفاف الذكر والأنثى وإشباع الغريزة الجنسية بطريقة شرعية منضبطة.
ومنها المحافظة على الجنس البشري وبقائه لإعمار الأرض والاستخلاف فيها. ومنها إيجاد المودة والرحمة والعطف بين الزوجين ليثمر ذلك بينهما روح التعاون على شؤون الحياة قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21].
ومنها بناء البيوت المؤسسة على أمر الله تعالى لتنشئ وتربي أجيال المستقبل على شرع الله تعالى وأمره، فيصلحوا أو يُصلحوا.
إلى غير ذلك من المصالح العظيمة التي يدركها جليَّا من تأمل في مقاصد الشرع ومصالح البشر.
و على ذلك فعلى الشباب القادرين على الزواج ان يقدموا عليه امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” والحديث في الصحيحين وغيرهما.
واختيار ذات الدين الودود الولود كما وصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك. ولا يؤخر الإنجاب بسبب الانشغال بالعمل أو طلب العلم، و التيقن أن إنجاب الأولاد لن يكون عائقاً في سبيل بناء المستقبل. بل لعل إنجابهم يعين على ذلك فبهم تقر الأعين صغاراً، ويعينون أباهم ويكفونه شؤون الحياة ومتاعب طلب العيش كباراً.
ولا نصدق ما يتخيله بعض ضعاف اليقين والتوكل على الله تعالى وما يوسوس فيه الشيطان من التفكير فيما يطعمهم به ويكسوهم فإن ذلك أمره إلى الله تعالى، فما من مولود يولد إلاّ وقد كتب رزقه وأجله وهو في بطن أمه. لا يزاد في ذلك ولا ينقص.
والدعوة إلى تحديد النسل وتقليله دعوة باطلة مخالفة لما شرع الله الزواج من أجله، كما تقدم، ولما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومخالفة للفطرة السليمة والأذواق الطبيعية، فقد جعل الله الولد من زينة الحياة المحببة إلى الناس فكانوا يتفاخرون بكثرة الولد كما يتفاخرون بكثرة المال، قال الله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث) ،وأما الامتناع عن الإنجاب لفترة محددة لضرورة تدعو إلى ذلك فلا حرج فيه .

Comments are closed.