”حملة شعبية” و”قائمة سوداء” لمقاطعة أعمال ”أعداء الثورة”

الأحاديث عن القوائم السوداء للمشاهير المدرجين ضمن تلك القوائم ”كأعداء للثورة” بحسب من وضعوهم بها، لازال يرهب النجوم أصحاب الأرقام الفلكية في الدراما، وسبب خوفهم يرسخه مواقفهم من الثورة ووقوفهم بجانب النظام الذي ”سرق وقمع وقتل”، والتوثيق على الإنترنت جعلهم لا يستطيعون أن ينكروا تلك المواقف أو يتنصلوا منها فالإنترنت وثق كل كبيرة وصغيرة صوتاً وصورة ؛ مما جعل بعضهم يعتذر والبعض الأخر يكمل في طريق معارضة الثوار حتى لا يحسب أنه ”متحول”.

السبب الأكبر في الخوف الذي حاول أن يداريه ”نجوم القوائم السوداء” في حوارات الإعلام، هو خوفهم تكثيف حملات المقاطعة التي يشنها الثوار والناشطين على أعمالهم ونجاحها كما نجحت في سقوط أعمال كثيرة العام الماضي.

صفحتان ناشطتان دشنهما شابان من شباب الثورة في فبراير ومارس 2011 تنديداً بمواقف ”المشاهير” تحت مسمي ”القائمة السوداء للمشاهير الذين باعوا مصر واختاروا النظام” و” الحملة الشعبية لمقاطعة الفنانين و الرياضيين أعداء ثورة 25 يناير العظيمة” ويقترب عدد أعضائهما من ال400 ألف عضو حتى الآن.

فكان لنا هذا الحوار مع مؤسسي الصفحتين أحمد عدلي أدمن ”القائمة السوداء” وأحمد ضيف أدمن ”الحملة الشعبية”.

ما فكرة إنشاء الصفحتين بهذا الاسم، ومنذ متى بدأ نشاطهما؟

يقول أحد عدلي: قمت بإنشاء” القائمة السوداء” في الثامن من فبراير 2011 أي قبل سقوط المخلوع بثلاثة أيام ؛ وجاءت لي الفكرة عندما وجدت هؤلاء الأشخاص الذين حصلوا على شهرتهم ونجوميتهم من الشعب المصري وحصدوا الملايين من بعد فقر قد باعوا مصر وشعبها واختاروا النظام الفاسد الذى يحمى مصالحهم؛ بينما ”الحملة الشعبية” بدأت نشاطها لنفس الهدف وهي مقاطعة الفنانين والرياضيين الذين انحازوا لنظام ظالم و فاسد في مواجهة الشعب الثائر على الظلم و الفساد في مارس 2011.

وعلى أي أساس تم ضم هؤلاء إلي القائمة السوداء ؟

اتفقت إجابة ”ضيف وعدلي” لمعايير القوائم السوداء قائلين ”ضممنا هؤلاء الأشخاص بسبب دفاعهم عن النظام الفاسد ومهاجمتهم للثورة والثوار وتشويهم لكل من له علاقة بالثورة واتهاماتهم الشنيعة للثوار بالخيانة والعمالة وتنفيذ أجندات خارجية بهدف تخريب مصر و زعزعة أمنها.

والسب والقذف في حق المتظاهرين وتضليل الشعب الذى كان سبباً في شهرتهم ورقودهم على الملايين وسط القصور والفيلات من قوت الناس ولم ينتهي الأمر عند الثورة في ذروتها فقط بل تحولهم المفاجئ لثوار ونفاقهم للثورة ثم تحولهم مرة آخري ودعمهم لمرشح الفلول أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة ووصف بعضهم لمضلل توفيق عكاشة بأنه محارب ورجل وطني وسبهم في الثوار ونتج عن هذا التضليل إزهاق الكثير من الأرواح بسبب غياب الحقيقة وهم السبب في غيابها.

هل ترون أن هؤلاء المشاهير قد فقدوا المصداقية ولا يقتنع الناس بآرائهم؟

اختلفت الإجابة بين ضيف وعدلي هنا ”فعدلي” رأى أن المشاهير بالطبع لهم تأثير كبير؛ فهم الإعلام والشخصيات العامة التي يثق فيها الكثير من الناس، فهؤلاء خرجوا يبكون على مبارك ونظامه وتضليل الناس ونشر الأكاذيب مما كان سبب في تغييب الشعب وهجوم في الكثير من الأوقات على الثوار والثورة.

أما ”ضيف” نفى أن يكون للمشاهير تأثير على الناس واستند في وجهة نظره بقول الله تعالى ”و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين”، و الحمد لله انقلب السحر على الساحر وانكشفت الحقيقة أمام الناس في أنهم عبارة عن منافقين للسلطة.

من أبرز الشخصيات التي ترونها مستفزة في تصريحاتها أو نفاقها؟

هناك أشخاص كثيرون مثل طلعت زكريا الذى قام بالسب والقذف واتهام الثوار بالجنس الجماعي أيضا هناك سماح أنور التي نادت بإحراق المتظاهرين وصفحي الأهرام المذيع بالمحور سيد علي الذى أعد مسلسل هابط مع إحدى الصحفيات بإشاعة أن أمريكا وصربيا وقطر دربوا أشخاص لعمل انقلاب على الحكم؛ فالحقيقة هم كثيرون جداً جداً ولن يكفيني وقت للحديث عنهم.

أما ”ضيف” فزاد على طلعت زكريا، وسماح أنور آخرين أمثال :عمرو مصطفي، عفاف شعيب، إبراهيم حسن، محمد فؤاد وغادة عبد الرازق.

هل يمكن أن نكون أكثر دقة ونتعرف على أشهر العبارات التي قالها أصحاب ”القوائم السوداء”؟

نعم بكل تأكيد وكله موثق صوت وصورة فسماح أنور مثلاً قالت ”أطالب بإحراق المتظاهرين المتواجدين في ميدان التحرير لأنّهم جرّوا البلد إلى الخراب”.

عادل إمام: ”المظاهرات قلة أدب صادرة عن أفراد مندسين لا ينتمون للشعب المصري بصلة ومبارك زعيم عظيم”.

صابرين: ”المتظاهرون لا يعرفون تاريخ مبارك أنا اشعر بالحزن الشديد، بعد محاولة إهانة الرئيس المصري المحترم محمد حسني مبارك، من قبل بعض الذين يجهلون تاريخ هذا الرجل، الذي حمى الشعب المصري من الحروب والإرهاب، وجعلنا نعيش في أمان لمدة 30 عام”.

أحمد السقا: ”أنا متمسك بموقفي السابق بتأييد بقاء الرئيس حسني مبارك في السلطة حتى نهاية ولايته لأن ”مبارك” قدم لمصر الكثير، وما كان يجب أن يعامل بتلك الطريقة في أواخر فترة حكمه”.

زينة: ”يعني إيه مش هنمشي هو يمشي.. مشش في ركبهم”.

غادة عبد الرازق: ”مش من حقنا نخلي الكبير بتاعنا يرفع إيده من على البلد”.

طلعت زكريا: ”ما يدور في التحرير طبل ورقص ومخدرات وعلاقات جنسية كاملة”.

عمرو مصطفى لقناة العربية: ”كفاية بقى اتقوا الله ياجماعة؛ مصر كلها بتقول نعم لمبارك والناس اللي برة فاكرين هنقول لا لا الشارع المصري كله بيقول نعم”.

محمد فؤاد قال للتليفزيون المصري وهو يبكي بشدة: ”خذوني ابوس رجل كل واحد في التحرير.. الدم ده مكانه على حدود مصر مش جوه مصر؛ أنا طالع بكره مظاهرة في مصطفي محمود إن شاء لله أموت فيها”.

وزاد فؤاد: ”مش حسني مبارك اللي يتعمل فيه كده حسني اللي وقف وقفة الرجال وبيحمينا . حسني مبارك وقف مركبش طيارة وسافر وساب مصر. يبقي آخر يوم في حياتي يوم ما يعملها حسني مبارك ويمشي والله العظيم يبقي آخر يوم في عمري”.

هل اتصل بكم أي شخص ممن يقعون في قائمة أعداء الثورة للتخفيف من الهجوم عليه أو حذف اسمه من القائمة؟

أكد ”ضيف” أنه لم يحدث أن اتصل به أحد ،أما ”عدلي” يبدو أنه كان له نصيب الأسد من اتصالات المشاهير فجاءت له اتصالات كثيرة ذكر منها لنا على سبيل المثال مدير أعمال الفنان محمد فؤاد وأيضاً محامين لهؤلاء الأشخاص قاموا بالتهديد ولكنه أكد أن هذا لن يوقفنا.

وأضاف ”عدلي” .. كذلك اتصلت الفنانة مها أحمد بسبب وضع اسمها عن طريق الخطأ وهذا كان في بدايات إعداد القائمة السوداء وتم إثبات أنها لم تغادر بيتها بسبب ابنها المريض وكان زوجها الفنان مجدى كامل دائماً في الميدان .

هل لديكم ما توثقون به كل ما تقولونه؟

نعم لدينا توثيق بالفيديوهات التي تثبت نفاق هؤلاء؛ فنحن لا نرمى الناس بالباطل وقد تعرضنا للظلم كثيراً وعرفنا معناه ولن نجعل أحداً يتعرض له مثلنا.

هل وجدتم نتائج ملموسة لهذا العمل بعد تدشين صفحاتكما أم أنكما تعملان ما عليكما وكفى؟

استهل ضيف الحديث” الحمد لله الشعب أصبح على درجة كبيرة من الوعي وأصبح قادر على الحكم على هذه الشخصيات بصورة كبيرة؛ حيث قامت صفحتنا ”الحملة الشعبية” قبل شهر رمضان السابق بعمل حملات لمقاطعة المسلسلات التي قام ببطولتها بعض الفنانات الآتي قمن بالوقوق مع النظام ضد رغبة الشعب، والحمد لله وجدت تجاوب كبير من أعضاء الصفحة.

واستطرد ”عدلي” بالفعل كانت هناك نتائج ملموسة وإلا لما يخرج هؤلاء ليدافعوا عن أنفسهم أو يبرروا دفاعهم عن النظام السابق؛ فنجحنا في إسقاط فيلم طلعت زكريا ” الفيل في المنديل” بحملة مقاطعه كبيرة برغم إعلاناته الضخمة؛ وكشفنا الكثير من الشخصيات المنافقة والطبالين؛ وكان لنا دور أيضاً في حملات الفلول في انتخابات البرلمان والرئاسة فنحن نمتلك مدونة” التاريخ الأسود” لفلول الرئاسة الشهيرة والتي كان لها دور كبير جداً في انتخابات الرئاسة ومكملة بإذن الله.

من المشاهير الذين ضمتهم القائمة السوداء لديكم؟

كلا الصفحتين اتفقا على القائمة السوداء والتي من أبرزها ”أشرف زكى – إلهام شاهين – خيرى رمضان – طلعت زكريا – سيد علي – توفيق عكاشة – عبدالله كمال – سماح أنور – زينة – مكرم محمد أحمد – حسام وإبراهيم حسن – خالد الجندي – سمير زاهر – عفاف شعيب – غادة عبدالرازق – خالد عبدالله – شذا – خالد الغندور – عمرو مصطفى – أسامة سرايا –  عمرو مصطفي – محمد يوسف – محمد فؤاد – أحمد بدير – تامر حسني – وفاء عامر – إيهاب توفيق – محمد نور – حكيم – نادية الجندي – هناء السمري –  تامر أمين – مفيد فوزي – عمرو أديب – لميس الحديدي –  شوبير – حسن شحاتة – عصام الحضري –  مرتضي منصور – احمد سليمان – مدحت شلبي – مجدي عبد الغني – مصطفي عبده.

هناك من يقول أن مصر بعد الثورة شهدت تحول في بعض الأشخاص من مؤيدين للنظام إلى أنهم كانوا من أشد المؤيدين للثورة ثم حدث انقلاباً على الثورة فعادوا مؤيدين لهذا الانقلاب.. هل ترون هذا ومن هم وما هي الوثائق التي تستندون عليه؟

إجابة واحدة كانت لمؤسسي الصفحتين هي ”نعم هم كثيرون جداً فهناك أشخاص مثل محمد أبو حامد ومصطفى بكرى والكثير منهم والذى كان يعتقد أنهم من المؤيدين للثورة ولكن سقطت الأقنعة فجأة وتحولوا إلى مؤيدين وبقوة إلى ممثل النظام السابق ”شفيق” بل وقاموا بالدعوة إلى المليونيات والحشد لدعمه وتأييداً للمجلس العسكري والدلائل على ذلك موجودة بسهولة.. هناك أيضاً شخصيات مثل سيد على وعمرو أديب ومدعي الإعلام والدكتوراه توفيق عكاشة كانوا كلهم من المؤيدين لنظام مبارك أثناء الثورة وعندما نجحت الثورة في خلع مبارك تحولوا فجأة إلى داعمين للثورة ثم انقلبوا على الثورة مرة أخرى حينما وجدوا أن الذي يدير البلاد منقلب على الثورة وتأييدهم للفلول أحمد شفيق وهكذا التطبيل..

من أشد أعداء الثورة من وجهة نظر صفحتكم؟ ولماذا؟

فاجئنا ”ضيف” بإجابته التي رأى فيها أن أشد أعداء الثورة في الوقت الحالي هم الثوار أنفسهم الذين تفرقوا بسبب اختلاف وجهات النظر ورغبة كل طرف في الانفراد بالرأي والسلطة مما أدى الى ضعف الزخم الثوري في الفترة الحالية وطالب ”ضيف” جميع الثوار من كل الأطياف والأحزاب بالاتحاد من أجل إنجاح الثورة.

أما ”عدلي” فحدد إجابته وخصها بالإعلاميين ومدعي الإعلام الذين يتمثلون في توفيق عكاشة والعاملين في قناته وإعلاميين كثر أمثال ولميس الحديدي ومصطفى بكري وخيري رمضان وعماد أديب ومجدي الجلاد وشوبير فهم يستقطبون عدداً كبيراً من المشاهدين والمتابعين فيقومون بنشر الأكاذيب وتشويه كل من له علاقة بالثورة وحتى الآن.

على مدار العامين إلا قليلا هل هناك رواد جدد للقائمة السوداء لأعداء الثورة؟

أبو حامد ومصطفى بكري كانا القاسم المشترك للرواد الجدد بين ضيف وعدلي؛ وأضاف ”عدلي” للرواد في المجال الرياضي محمد زيدان وفى مجال الفن مصطفى كامل وغادة رجب وفى المجال الديني قمنا بضم ما يدعى ”بالداعية” خالد عبدالله وكل ذلك موثق.

هل لكم نشاط سياسي غير نشاط الصفحة؟ وهل تعرضتم لاختراقات أمنية؟

استهل عدلي قائلاً ”نعم.. فأنا ناشط ومدون منذ عام 2008 وأحد شباب 6 ابريل ومدون ”التاريخ الأسود للفلول” وأيضاً صاحب إشهار قضية منجم السكرى وبالفعل اعتقلت ثلاث مرات أولها فى 2008  بمظاهرات رفض الحرب على غزة وفى  2010 أثناء مظاهرات التنديد ورفض برلمان التزوير وأيضاً يوم السادس والعشرين من يناير 2011 وتم اقتيادي لمعسكر التشكيلة .. كما كنت أذهب مع المساعدات الطبية والغذائية إلى رفح مع نقابة الأطباء والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح”.

أما ”ضيف” فكان بعيداً عن الانتماءات السياسية والحزبية غير أنه أدمن صفحة ”الحملة الشعبية”.

ومضان الماضي كانت هناك حملات ضد بعض النجوم.. هل كانت مجدية؟ وكيف تأكدتما من ذلك؟

اتفق الاثنان أن حملاتهم كانت مجدية ولكن رأى ”عدلي” أن عدم وجود الأداة الإعلامية الكبيرة جعل مستوي التأثير محدود وتمنى هذا العام أن ينجح أكثر ؛ ودلل ”ضيف” على نجاح حملاتهم بفشل مسلسل سمارة و مسلسل كيد النساء.

وماذا يفعل الإعلاميون والفنانين هل ”يجلسون في بيوتهم” أم نترك الجمهور يعرف حقيقتهم وهو الحكم في النهاية؟

يقول ضيف: أرى أن نترك الفنانين والإعلاميين المنافقين أعداء ثورتنا لأن الشعب أصبح قادر على التمييز بين المنافق والصادق أمثال الإعلامي المحترم ”يسري فودة”.

أما عدلي فيرى ضرورة تطهير الإعلام والأعمال الفنية من ”نجوم القائمة السوداء” فهم من وجهة نظره دائماً يفسدون ولا يصلحون فهم رضعوا الفساد رضاعة فلا تنتظر منهم أي إصلاح وهنا دورنا وهو كشفهم وتذكير الشعب بهم حتى يكونوا في جانب مظلم من التاريخ للأبد.

في نهاية الحوار هل لكم أي إضافة؟

اختتم ”عدلي” قوله إن تزييف وعي المواطنين وتضليل العقول والتحريض على المتظاهرين وإلقاء تهم العمالة والخيانة على المعارضين للنظام والمتظاهرين ضده والنفاق والفجور الرخيص والحياد المزيف والوهمي إنما هي جرائم ارتكبها هؤلاء بلا قلب وبلا ضمير وهي انتهاكات وجرائم لا تقل إثمًا وعدواناً وإجراماً عن جرائم نظام مبارك الأمني الذي قتل بكل وحشية المواطنين العزل والسلميين وفتح أبواب السجون للقتلة والمجرمين لنشر الفوضى والنهب والسلب وبث الذعر في الشعب.

إن نشرنا للقائمة السوداء موثقة وواضحة وواجب وطني لتعرية هؤلاء وفضح مواقفهم وردعهم عن مواصلة تزييف الوعي وخيانة الضمير الوطني؛ حيث هؤلاء جميعاً شركاء في جريمة النظام البائد ضد الشعب المصري وليلاحقهم العار حتى قبورهم ، حيث يحاسبهم التاريخ على دم الشهداء .

Comments are closed.