درة: أكره الفشل وأرفض أن يفسد حياتي الخاصة

 

تمتلك التونسية «درة» جرأة الرهان على موهبتها، ورغبة بلا حدود في انتزاع موقع متقدم على الساحة الفنية اعتماداً على تلكالموهبة، وهو ما جعل خطواتها أسرع من غيرها، والجدل حولها لا ينقطع، منذ مغادرتها وطنها تونس قاصدة القاهرة لتنطلق منها إلىنجومية عربية، من خلال أعمال لقي معظمها نجاحاً كبيراً.

في موسم رمضان دخلت درة المنافسة بثلاثة أعمال درامية دفعة واحدة، فضلاً على فيلم سينمائي من المنتظر عرضه في موسم عيدالفطر، مؤكدة أن تنوع هذه الأعمال، وأسماء صناعها من الكتاب والنجوم والمخرجين، سيعطيها دفعة مهمة في مشوارها الفني.

 درة..بالتأكيد هناك من نصحك بأن كثرة ظهورك في موسم واحد ستضرك، وقد تحرقك بسرعة؟

بالفعل كثيرون من أصدقائي قالوا لي مثل هذا الكلام، ولكن بمجرد أن أحكي لهم أدواري في الأعمال الأربعة وملامح كل شخصية، كانت التخوفات تنقلب إلى تشجيع واهتمام.

 حدثينا عن دورك في مسلسل «الزوجة الرابعة»؟

دعني أعترف لك أولاً بأنني لم أكن متحمسة لهذا العمل رغم أنه مكتوب بشكل جيد جداً، ويتضمن عوامل التشويق التي تضمن نجاحه، لكني كدت أرفضه لأنه يدور حول فكرة تعدد الزوجات، وهي فكرة مرفوضة بالنسبة إلي، فأنا لا أقبل أن أكون زوجة ثانية، ولا أن يتزوج زوجي علي، لكني عدت وقبلت العمل من أجل صديقي النجم مصطفى شعبان، الذي تقاسمت معه نجاح مسلسل «العار» في رمضان قبل الماضي، وأثق باختياراته وجماهيريته.

 وما الجديد الذي تقدمينه في العمل مختلفاً عن «العار»؟

العمل كله مختلف، وإن كان يتلامس مع «العار» في فكرة الفهم الخاطئ للدين لدى البعض، فأنا ألعب دور الزوجة الرابعة لمصطفى شعبان الذي يتمتع بشخصية متدينة، لكنه يعتقد أن سماح الشرع بالزواج من أربع يعني أن كل مقتدر مادياً يمكنه فعل ذلك، متناسياً الضوابط التي وضعها الشرع للأمر، وأنا الوحيدة من بين زوجاته التي تدين هذا الأمر وترفضه.

 العمل يبدو تنويعة على مسلسل «الحاج متولي»؟

بل يختلف عنه تماماً، وإن كان كلاهما يروي حكاية رجل مزواج، إلا أن لكل منهما هدفاً ورسالة مختلفة.

 تشاركين أيضاً في مسلسل «زي الورد» الذي يستنسخ نجاحات الدراما التركية، فهل تتوقعين له نجاحها؟

مبدئياً أرفض تشبيه «زي الورد» بالدراما التركية أو ادعاء أنه استنساخ لها، لمجرد أن عدد حلقاته يصل إلى ستين، العمل دراما مصرية كتبها شامخ الشندويلي بلهجة ابن البلد المصري وفكره، وناقش من خلالها أوضاعنا وهمومنا بشكل مبدع، وبالمناسبة فإن حلقات «السوب أوبرا» ليست مقتصرة على الدراما التركية، والمواطن العربي يتابعها من أيام «ذا بولد آند بيوتفيول» قبل أن تظهر الدراما التركية.

 حدثيني عن دورك في العمل؟

ألعب دور ياسمين الفتاة الرومانسية الرقيقة التي تضعها أقدارها في قلب صراع شرس، فهي تعيش مع شقيقها ضابط الشرطة الفاسد، وعندما تقع في حب «يوسف الشريف» تجد نفسها مطمعاً لرجل أعمال من النوع الذي لا يقبل الهزيمة، ولا يعرف الرحمة في صراعاته من أجل الحصول على ما يريد.

 هل تعتقدين أن المشاهد العربي سيتقبل بسهولة فكرة الستين حلقة؟

بعكس ما يعتقد البعض، فالمشاهد العربي متابع جيد للتطور الحاصل على ساحة الدراما، وليس صحيحاً أنه يخاف من التجديد أو يرفضه، الحقيقة أن صناع الفن أو بعضهم على الأقل هم من يخافون من التجديد ويفضلون اللعب في المضمون، وبالنسبة إلى مسلسل «زي الورد» أنا واثقة بأن الجمهور سيتفاعل معه أضعاف تفاعله مع الأعمال التركية والمكسيكية.

 وهل أنت متفائلة بالقدر نفسه بالنسبة إلى الموسم الجديد من «لحظات حرجة»؟

هذا المسلسل تجربة من نوع خاص، استطاع أن يجذب نوعية معينة من الجمهور ونجاح أجزائه السابقة وراء استمراره، وأعتقد أن دور الدكتورة نجوى الذي ألعبه في حلقات هذا الموسم ستكون محطة فنية جديدة بالنسبة إلي.

 ما هي طبيعة الشخصية وما الجديد فيها؟

نجوى هي إحدى الطبيبات العاملات في المستشفى، وتتمتع بحس إنساني عالٍ رغم قوة شخصيتها، وخلال الأحداث تدخل في علاقات متشابكة مع الزملاء والمترددين على غرفة الطوارئ، وهي أول مرة أجسد فيها شخصية طبيبة، ومن أجلها أخذت «كورس» سريعاً عن المصطلحات الطبية وطريقة استخدام الأدوات الطبية.

 هل كان كل هذا الانشغال في العمل وراء عدم نجاح خطوبتك من أحد رجال الأعمال التونسيين؟

الخطبة تمت قبل عام، وهو إنسان محترم وعلى خلق لكن لم يحدث نصيب، والعمل لا دخل له في الأمر، ولكنه النصيب كما يقال في مصر.

 أليس هناك مشروع ارتباط آخر في الأفق؟

خلال الأشهر الماضية كان وقتي مشغولاً بنسبة ٪100، لكن هذا لا يعني أنني لا أحلم بالاستقرار وتكوين أسرة، بنفس القدر الذي أحلم به أن أترك بصمتي على الساحة الفنية، وأنا أعشق النجاح وأكره الفشل، ولن أسمح له بأن يطال عملي ولا حياتي الخاصة.

 هل تتوقعين جوائز عن أعمالك الرمضانية كما حدث معك العام الماضي؟

حصولي على جوائز عن دوري في «الريان» و«آدم» كان مفاجأة حلوة، والفنان لا يعمل من أجل الجوائز، لكنها تعطيه دفعة وإشارة إلى أنه يسير على الطريق السليم، و أتمنى أن تعجب أعمالي الجمهور في المقام الأول، لكنني بالطبع سأكون سعيدة لو حصلت على جوائز.

 أخيراً.. ما صحة ما تردد عن استعدادك لتجسيد شخصية ليلى بن علي زوجة رئيس تونس المخلوع زين العابدين بن علي؟

لم أقل إني سأجسدها ولا توجد لدي مشروعات بهذا الخصوص، وكل الحكاية أنني سئلت في مقابلة إعلامية عن إمكانية تقديم عمل فني عن الأحداث، ألعب فيه هذه الشخصية، فقلت: إنها بقسوتها وحالة العداء والكراهية العامة لها تمثل تحدياً حقيقياً للممثلة، والمهم هنا هو كيفية التناول، فاعتقد البعض أن كلامي يعني قبولي تقديمها على الشاشة.

Comments are closed.