كيف دخل الإسلام المنوفية؟.. يحكى أنه في قديم الزمان جلس رجل مسلم على قهوة بها جماعة من المنايفة, فطلب واحد شاي وشرب منه وترك بعض التفل في قعر الكوب, فقال له المنوفي: مش هتشرب الباقي؟ فرد المسلم: أشربهم أنت, فتعجب المنوفي من كرم المسلم, فأسلم وأسلم من معه جميعا”..
هذه حكاية ساخرة تناولها بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر تعبيرا عن غضبهم وحزنهم لانتخاب نسبة كبيرة من سكان محافظة المنوفية الفريق أحمد شفيق في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية معتبرينه أحد رموز النظام السابق الذى قامت الثورة ضدهم, حيث حصل 586345 صوت بفارق 382842 صوت عن أقرب منافسيه الدكتور محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة.
الفريق شفيق اكتسح نتيجة فرز صناديق الاقتراع للانتخابات الرئاسية في جميع مراكز محافظة المنوفية عدا مركز السادات الذي نجح فيه مرشح حزب الحرية والعدالة محمد مرسى في جمع أكبر عدد من الأصوات, ولكن ما هو السر الذي جعل هذه النسبة الكبيرة من “المنايفة” ينتخبون شفيق؟
هذا الأمر أوضحه محمد فاروق أحد أهالي محافظة المنوفية القلائل الذين انتخبوا الحقوقي خالد على في هذه الانتخابات, حيث قال “طبيعي أن معظم سكان المنوفية ينتخبون شفيق لأنهم يعملون في مؤسسات كبيرة في الدولة وبعضهم مستشارين, كما أن هناك إحصائية تؤكد أن نصف كلية الشرطة من المنوفية ,وأيضا هناك نسبة كبيرة من المنايفة مرتبهم الشهري يزيد عن 3 ألاف جنيه فالمنوفية تعتبر هي المحافظة الوحيدة التي استفادت إلى حد ما من نظام مبارك والسادات,
والغريب في الأمر أن هذه المحافظة ليست لديها أي مشاكل أمنية على الإطلاق ولم يحدث بها انفلات أمنى كما حدث في معظم محافظات الجمهورية وحينما كنت أتجول فيها وقت اندلاع ثورة 25 يناير لم أكن أرى أي شيء يوضح أن هناك ثورة فالأوضاع هادئة تكاد تكون في عالم أخر بعيدا عن مصر, ولكن المواطنين حدث لهم رعب أمنى من الإعلام نفسه, ولكن حينما يصبح قريبي أو جارى أو صديقي ينتمي إلى الحزب الوطني المنحل أو يعمل ضابط شرطة أو وكيل وزارة فمن السهل أن يقنعني بشفيق وهذه النسبة كبيرة جدا في المنوفية وهذا ما جعل شفيق يأخذ كل هذه الأصوات الانتخابية”.
فيما أوضح مدير تحرير جريدة العالم اليوم سعد هجرس أن محافظة المنوفية بشكل عام هي معقل من معاقل الحزب الوطني المنحل القديمة وليس فقط بحكم انتماء رئيسين من الرؤساء السابقين لها مثل حسنى مبارك وأنور السادات وإنما لوجود عدد من الأقطاب الرئيسية للحزب الوطني المنحل لها مثل كمال الشاذلي وأحمد عز, ومن المعروف أن الحزب الوطني المنحل يقف قلبا وقالبا مع أحمد شفيق.
وتابع “هجرس”وليس كل أبناء المنوفية مع الفلول بدليل أنه كان هناك جزء يصوتون تصويت مختلف حيث كانت هناك معارك حتى في ظل أوج الشاذلي وعز مثل النائب المحترم إبراهيم مصطفى كامل كان يقود معارك مهمة في المنوفية أمام كمال الشاذلي, ولكن المنوفية بشكل كامل هي معقل فلول الحزب الوطني المنحل فالبتالى ليس غريبا أن تذهب هذه الأصوات كلها لأحمد شفيق الذي هو من رموز النظام السابق.
أما مدير وحدة النظام السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عمرو هاشم ربيع فقد أكد أن معظم سكان هذه المحافظة استهوتهم مشكلة الأمن والانفلات الأمني المتواجد والتصويت العقابي فكل المنايفة كانوا يعاقبون الإخوان بانتخاب شفيق باعتبار أن جزء كبير منهم يري أن الإخوان يريدون أن يكوشون على كل شيء.
واضاف “من الممكن أن يكون بعض سكان المنوفية يعملون في مؤسسات كبيرة في الدولة واستطاعوا التأثير على رأى بعض الناخبين لصالح شفيق لكن معظم السكان هم فلاحين ومزارعين في الأراضي ولديهم هاجس الاستقرار ومشكلة الانفلات الأمني إضافة لكرهم للإخوان.
Comments are closed.