كتبت الشبكة : انهم بشر من لحم ودم وعز وضعف وجوع وعطش ومرض وموت
هل يشكل نشر صور النجوم وهم على فراش المرض اساءة لهم .. ام هو امر طبيعي ؟ وما هو حدود المهنية في التقاط تلك الصور وتفسيرها بين ان تكون عملا احترافيا او ان تكون عملا استفزازبا على المستوى الاخلاقي؟
هي علامات استفهام طرحها برنامج للنشر للزميل طوني خليفة في فقرة تمّ فيها عرض صور لحالات مرضية مرّ بها النجوم وديع الصافي جورج وسوف وفارس كرم في الآونة الآخيرة … وجدل اثار بعد نشر تلك الصور في الاعلام حول معانيها ومراميها .
لهذا الموضوع ثلاثة جوانب :
الجانب الاول هو حبّ الجمهور للفنان… فالفنان الذي يرتبط به عاطفيا ومزاجيا عدد كبير من الجمهور ويتعلقون به بل يتماهون احيانا كثيرة معه . لا يلامون عندما يدخل نجمهم الى مستشفى لاجراء جراحة او لاي سبب كان اذا بحثوا عن صورة تهدئ قلقهم عليه وهؤلاء ليسوا قلة ابدا .. انهم الكثرة الاوسع انتشارا في حياة كل نجم
الجانب اللثاني هو التقاط الصورة اي كيفية التقاط الصورة وما نجمله من مضمون ..لطالما ان الصورة ليست اكثر من نقل واقع مرضي او صحي ما مهما يكن صعبا فهي طبيعية… ذلك ان الفنان في النهاية بشر من لحم ودم وليس آلها وثانيا فهو يمرض ويدخل المستشفى ويعاني مثله مثل اي مواطن آخر اما اذا كانت الصورة شكل اهانة ما او اذلالا او تشويها لصورة الفنان في ذاكرة الناس فهذا هو الممنوع والمحظور والذي يشكل ارتكابه عملا غير اخلاقي بالمطلق ذلك ان الصورة التي يظهر فيها اي انسان مهانا او مذلا او مشوها لا في انسانيته تؤذي العين والقلب والذوق والاحساس … فكيف اذا كان هذا الانسان نجما اي ان عدد محبيه كبير جدا واكثر من محبي الانسان العادي باشواط … وعدد المهتمين بصحته اكبر من عددالمتأثرين بالصورة سيكون اكثرمن عدد المهتمين بصحة شخص عادي باميال … وتاليا فان عدد المتأثرين بالصورة سيكون اكبر وهنا تتأثر ايضا صورة النجم نفسها لانه اذا كان الجمهوريتوقع ان يمرض نجمه او يخضع لجراحة او غير ذلك كاي مخلوق معّرض للمرض فانه لا يتوقع ان يهان او يذّل او يتشوه واقعه باي اساءة عميقة …
اما الجانب الثالث فهو … الاعلام اذا ان الاعلام اليوم وربما في كل يوم كان ولا يزال يلبي حاجات قرائه او مشاهديه او مستمعيه ونشر صورة الفنان في المستشفى هي في صلب اجتماعاته لان الفنان شخصية عامة والشخصية العامة لها متابعوها في كل مكان واستطرادا نقول : هل اساءت الى عبد الحليم حافظ تلك الصورة في اواخر ايامه التي نشرت في الصحافة العربية ويبدو فيها غاية من التعب والارهاق والضعف قبل وفاته بايام … طبعا لا لانها اشبعت حاجة محبيه الى صورة يعرفون من خلالها ما هو وضعه الذي كان شغلا شاغلا لهم .
ثم عل اساءت الى شوشو تلك الصورة التي نشرت في الصحافة اللبنانية اسضا قبل وفاته بايام ونقلت حالته الصحية الى الجمهور طبعا لا … للسبب ذاته الذي اوردناه في حالة عبد الحليم حافظ
ان الصورة المسيئة او المرفوضة جملة وتفصيلا هي التي يبدو قيها فنان ما مرميا على قارعة المستشفى او قارعة الطريق لا ينلك ما يداوي به نفسه … ولا تداويهى المؤسسات الصحية لانه غير مضمون … لا الصورة التي تظهره في غرفة العناية الفائقة او خاضعا لآلة الرنين المغناطيسيي او السكانر او غيرها …
نكرر… النجوم ليسوا آلهة ,,, فلنتعامل معهم على هذا الاساس ولنحترمهم كبشر ولنتوقع انهم … من لحم ودم وعز وضعف وجوع وشبع ومرض وموت .
Comments are closed.