عندما كان الذكر رجلاً كانت المرأة أنثى

كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة بين أقراني وأصدقائي عن تجاربهم في الزواج والتي يعدّونها ” كانت مٌستعجلة نوعاً ما ولو أُتيحت لهم الفرصة للعودة لتأنّوا وتزوجوا بأخريات” .. يعني لو إختار من جديد سيختار أفضل من هذا الخيار.

كربونة الحياة السابقة:
معظم المشاكل التي يطرحونها أن الزوجة لا توفر لهم الخدمات التي يحتاجونها من وجهة نظرهم، يقول أحدهم أن أمه سابقاً كانت تٌحضِر له صحن الفاكهة –ليس صحناً عادياً طبعًا- يحتوي على أربعة أنواعٍ من الفاكهة مقطعةً مع بعضها البعض بقطعٍ صغيرةٍ يسهل أكلها ومعها “الشوكة” حتى لايقوم حتى بغسل يديه أو عناء التقشير والتقطيع أو حتى التفكير بماهية ما يأكل، زوجته الآن تٌحضر صحن الفاكهة الكبير وتضعه أمامه، وتجلس بحياء منتظرة أن يقول على الاقل كلمة شكراً، أو ان يكون رومنسياً ويقول: هذا الكرز من لون خدودك.. او ان يغلط لا سمح الله ويقشّر لها حبة برتقال أو موزة.

يرمقها بطرف عينه، وكأن لسان الحال يقول “سقى الله أيام الوالدة” … طبعاً ينتهي الأمر إلى أن يأكل كل واحدٍ على حدا بصمتٍ تام وكأن الموضوع أكل الفاكهة فقط لا غير.

إن ما كان يعيشه الشاب أو الفتاة على حدٍ سواء من حياةٍ أسريةٍ سابقةٍ مَعولين لا عائلين تختلف وتماماً عن حياتهم كعائلين لأسرة، فمصطلح ” كربونة الحياة السابقة” لا وجود له.. لا اقصد طبعاً على مثال الفاكهة المقطعة.. فالموضوع هنا كنوع من الكوميديا فقط.

فاذا أراد الشاب أن تكون له الزوجة “خادمة وللفراش فقط” قطعاً لن يشعر بمعنى ومفهوم ومراد الزواج، وكذلك الزوجة إذا نظرت الى زوجها على أنه “بطاقة صراف آلي”  لتلبية جميع الاحتياجات، فبعد الزواج لن تجد اي متعةٍ او داعي للبقاء معه.

معرفة الهدف الرئيسي من الزواج يجعل كلاهما واعياً مدركاً لقيمة هذه النعمة ووجوب المحافظة عليها.

ولأن “الفرس من الفارس” كما يقولون في الأمثال الشعبية، فليعد الذكر رجلاً لتعود المرأة أنثى  (ولنتذكر:لما كان الذكر رجلاً… كانت المرأة أنثى).

Comments are closed.