في الطائرة

بقلم : جيهان منصور


حين صعدت بي الطائرة في الفضاء
لم أكن أتوقع أنك ستصعد معي
ترافقني فوق السحاب،

على جناحي الطائرة عبر المحيط الأطلسي
كيف إستطعت التواجد في مكانين في آن واحد؟
في قارتين تفصل بينهما ساعات وحضارات!
لديك القدرة على إختراق الزمان و المكان
على إختراق المسافات بين الماضي والحاضر والمستقبل
تستطيع أن تجمع شتات حروفي الضائعة
كلماتي المبعثرة..ونقاطي المتناثرة..
في جملة شعرية موسيقية واحدة..
يتعجب لها قلبي ..من أين جاءت هذه العبارة؟
أتراها كانت محفوظة في ذاكرتي..حتى رأيتك؟
أم أنها خلقت للتو..حين أنا أحببتك؟
أو لعلها ولدت لحظة قلت لي… ُأحبك؟
لا أعرف بالتحديد ولن أشغل نفسي طويلا بالإجابة

المهم أن ما حدث لي في رحلتي يا سيدي….
بالفعل يستحق التدوين…
فبمجرد أن أغمضت عيني في الطائرة
وجدتك في شريط أحلامي..مبتسما كعادتك
هادئا كوليد…جذابا كآلهة الإغريق..
وأنا أشرب قهوتي تذكرت عينيك..
وتوتري أمام نظرتك العاشقة لي..
وابتسمت…فناولتني مضيفة الطائرة قطعة من الحلوى!
وتساءلت هل تقرأ هذه السيدة أفكاري؟
أم تراها تحاول أن تكافئني على التفكير فيك؟
واستسلمت للإحتمال الأكثر قربا الى قلبي
وهو أنها ربما تواسيني بالحلوى عن وحدتي بالطائرة.

عبثا حاولت أن أقرا سطورا من قصتي
وجدت في بطل الرواية..ذلك اليساري العنيد
رموزا من شخصيتك..
هربت منك الى الرواية…وفي الصفحة الأولى
يشدني البطل اليك …وأعود لأبتسم…
إذا لا النوم يفيد، ولا القهوة والحلوى تلهيني
ولا حتى الرواية بفصولها الشيقة………
أنت يا من يملك مقادير لحظاتي..
إني الان أعترف..من جديد..
أنني أحبك عبر القارات
وفوق المحيطات…
وتبا للخرائط…
وأجهزة الملاحة …
والقهوة..والحلوى…
والرواية وحتى الطائرة..
وأي شيء في الكون ..
يمكن أن يبعدني عنك !

…….
* شاعرة واعلامية مصرية تقيم في امريكا

Comments are closed.