قصة وعبرة

قصة وعبرة
قصة وعبرة

استوقفتى هذه القصة يوما ما وأنا أقرئها لما وجدت فيها من عظه وعبرة كبيرة ربما يغفل عنها البعض بل الكثيرون.
وقررت أن أرويها لكم لنحظى معاً بالاستفادة ،أرجو ذلك من الله .
كان الإمام محمد بن سيرين من سادات القوم وأغنيائهم وكانت له ثروة عظيمة من العسل ، وكان له منها ما يقارب الستمائة برميل من العسل أى أنه بمقايس وقتنا هذا بليونير .
و فى يوم من الأيام وجدوا فارة في احد البراميل والحكم الشرعى لذلك أنه إذا وقعت الفأرة في الشئ المائع او السائل كالزيت والعسل واللبن تطرح الفأرة ويرمى السائل وإذا وقعت الفأرة في الشئ الصلب فيرمي الفارة وما حولها و ينتفع بالباقي .فلما وقعت الفأرة في برميل من براميل العسل الخاصة بمحمد بن سيرين ، استخرجوا الفأرة من البرميل و طرحوها ثم أنهم نسوا في أي برميل كانت هذه الفارة فكان من ورع محمد بن سيرين أن رمى براميل العسل كلها وكانت هذه مصيبة كبيرة وأفلس بعدها طبعا فقيل له : أنها لخسارة عظيمة فقال : هذا ذنب أنتظر عقوبته منذ أربعين سنة .
فسألوه :ماهذا الذنب ؟
فقال : عيرت رجلاً وقلت له يا فقير .
محمد ابن سيرين ينتظر عقاباً منذ أربعين عاماً لأنه عير أحدهم بفقره فهل منا من يحاسب نفسه عن ما قام به خلال يومه فقط و ليس عمره كله .
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا تلك هى قصتى وعبرتى لي ولكم .

Comments are closed.