
أنا أم لطفل وعمري 23 سنة،وحامل بالشهر الثامن..
تعرضت لمشكلة سلوكية مع ولدي؛ عمره 3 سنوات، وهي أنه ينام على بطنه ويحك عضوه بالأرض، بدأ وعمره سنتان، أريد أن أعرف كيف أتصرف معه؟ خاصة وأني غلطت وضربته بسببها. وساءت نفسيتي كثيرا؛ بسبب دكتور أطفال وصفها لي أنها العادة السرية! وأنه يحس بنشوة! وصدمت ولم أحتمل.
المشكلة الآن أني بدأت “أطنشه” لكنه لا يهتم ومسكها، ويعند وبدأت بأسلوب الكلام بالهدوء والحنان، لكنه يعند ويرفض.. يعني ثبت في باله خاصة أثناء النوم يعملها، لكن ليس طويلا، لكنه لم ينسها.
أريد أن أعرف كيف أتصرف معه؟ خاصة أني إذا تركته فإنه يعملها طول الوقت ولا يمل! مع أني أحاول أن أشغله لكن ما في فائدة، هل أنهره وأعاقبه؟ أم أستمر معه بالأسلوب الهادئ وبالكلام؟
نصحتني صديقة أن أعرضه على إخصائي تعديل سلوك أطفال… ما رأيكم؟ وجزاكم الله كل خير.. الاجـــــــابة وقفات وملاحظات تحليلية تربوية .. فصبر جميل:الوقفة الأولى:
هو الهبة الربانية الأولى.. ولهذا فخبرتكم الوالدية التربوية قليلة وتحتاج إلى ناصح أمين يرشدكم ويوجهكم ويعاونكم.الوقفة الثانية:
تذكري هاتين القاعدتين الذهبيتين التربويتين: إن أي سلوك غير سوي يمارسه الأبناء؛ قد يكون:
(1) سلوكا طبيعيا وسمة لهذه المرحلة السنية. وسنرى أهم سمات مرحلة (خالد) العمرية، والتي تفيدنا هنا.
(2) رسالة تمرد أو رفض أو تنبيه للوالدين وللمحيطين، ومجرد رد فعل لسلوكيات الوالدين والمحيطين، أو لظروف البيئة.
وسنرى ما هي ملاحظتنا حول الظروف المحيطة بالحبيب (خالد).
الوقفة الثالثة:
تذكري أن أهم السمات العاطفية والنفسية للأبناء ذوي الثلاث سنوات هي بداية التعرف على الأعضاء التناسلية واكتشافها ومن ثم العبث بها. ونسميها مرحلة الاختبار والاكتشاف لأعضائه وللواقع والبيئة المحيطة.
الوقفة الرابعة:
الظروف التي تحيط بهذا الغالي الصغير ومن ثم تؤثر على سلوكياته:
(1) كونه الطفل الأول المدلل؛ وما يصحب هذا من حماية والدية زائدة؛ فتعمق فيه سمات حب الذات والأنانية والنرجسية.
(2) اقتراب وصول ضيف جديد ودخيل سيسلب منه وضعه ومكانته، فيعطيه ذلك شعورا بالغيرة والقلق والخوف وعدم الأمن، فيلجأ إلى سلوكيات غير مقبولة للفت أنظار المحيطين إلى الاهتمام به والمحافظة على شعوره واحتياجاته النفسية، وأهمها الحب والأمن.
(3) خبرة الوالدين التربوية تعتبر قليلة مع الطفل الأول؛ فيحدث تضخيم للسلوكيات البسيطة، وتعقيد للأمور الصغيرة.
ما الحل؟
أو كيف نجيد فن التعامل مع سلوك هذا الشبل الحبيب الغض الواعد الصاعد؟
أو كيف نتعامل مع طفل في مرحلة الاكتشاف والاختبار؟
ويتمثل الحل في هذه الطرق الـ (14) الذهبية التربوية لفن التعامل مع عبث الأبناء بالأعضاء التناسلية فنقول لكل ولي أمر:
1- لا تنزعج.. بل تفهم:
إنه أمر طبيعي أن يبدأ الطفل -أو الطفلة- في مرحلة من مراحل النمو أن يكتشف بعض التغيرات الجسمية، خاصة الأعضاء التناسلية؛ وعند لمسها يستشعر بعض الإحساسات الممتعة واللذيذة. ويحدث هذا عادة في عند العمر من (3-6) سنوات. قد يكون بشكل مبكر أو متأخر عند بعض الأطفال، وبحسب قدراتهم الإيمانية المختلفة.
ولا ضرر عادة من هذه المرحلة الطبيعية بحد ذاتها؛ لأنها هامة في نمو الطفل وفي تعرفه على جسمه وأعضاء جسده المختلفة.
ومن المهم أن نعرف أن سلوك الطفل في هذا العمر لا يأخذ المعنى الجنسي بالمفهوم الذي نعرفه نحن الكبار، وإنما قد لا يتعدى أكثر من الشعور بالمتعة والراحة والاسترخاء من لمس أعضائه، وبدون وجود أي بعد نفسي أو اجتماعي آخر.
وقد تأخذ هذه الحالة مشكلات سلوكية عند الطفل وطابعا جنسيا، والذي غالبا ما يكون عبارة عن اللعب الجنسي مع غيره من الأولاد، والعادة أن يبدأ الولد الكبير بتعليم الصغير من باب (التجربة).
ولا بد هنا من مراقبة الأهل لتصرف الإخوة والأخوات الصغار داخل الأسرة، أو سلوك من يعيش مع الأسرة من الأقارب، أو حتى الخدم.
وعادة ما يتجاوز معظم الأطفال هذه المرحلة بسلام ومن دون مشكلات سلوكية أو عاطفية أو نفسية، حيث يتعلم الطفل الضوابط الاجتماعية لما هو مقبول القيام به أمام الناس وما هو غير مقبول، ولكن عندما يتعرض بعض الأطفال لأمر مزعج أو مقلق، كخلاف داخل الأسرة أو بين الوالدين، أو الانتقال لمنزل آخر، فقد يتراجع الطفل إلى سلوك أو عادة قام بها في صغره، وكانت تشعره ببعض الأمن كمص الإصبع أو لمس الأعضاء التناسلية، ولذلك نجد الطفل أحيانا يعتاد حركة معينة أو سلوكا ما يكرره مرات ومرات ومرات.
2- لا تبالغ: بل انظر للأمر لا على أنه مشكلة جنسية، وإنما مجرد سلوك أو عادة غير حسنة، كمثال مص الإصبع، مع اختلاف الفارق طبعا بين الأمرين من الناحية الاجتماعية.
3- تجاهل: فلا تعطِ الطفل كل الانتباه عندما يقوم بهذا السلوك وإنما نحاول تجاهله قدر الإمكان. وقد يكون هذا السلوك صعبا على الوالدين.
4- اقترب .. اكسر الحواجز: حاول التقرب إلى الطفل ومصادقته، وأشعره بالحب والأمن.
5- حاور.. ولكن بلطف: اشرح للطفل بوضوح وحزم -مع اللطف- أن هذا السلوك قطعا غير مسموح به خارج المنزل أو أمام الناس.
6- حدد المعايير: أي بيّن المقاييس والأحكام التي تنطبق على السلوك الحسن والسلوك السيئ. فمن يقوم بهذا السلوك سيحرم من أي شيء يحبه؛ كالخروج أو اللعب، ومن يمتنع سيمنح مكافأة معنوية؛ بأن تقدم الأم أو الأب كلمة طيبة تنم عن الشكر، أو مادية كلعبة صغيرة. أو قضاء وقت معا في اللعب أو التسامر.
7- حاسب .. فامنح أو احرم.. ولكن بالعدل والرحمة: بعد تحديد المعايير؛ كن حازما وتعامل مع كل السلوكيات بما فيها هذه الحالة المرفوضة خلقيا واجتماعيا.
ولكن ليس لدرجة تخويف الأبناء بأمور مخيفة، كأن تصاب مثلا بالمرض، أو كحرق الأصابع بالنار، أو ما شابه ذلك، مما قد يستعمله بعض الناس، فهذه من شأنها أن تزيد من قلق الأبناء وتوترهم فتزيد الحالة وتنقلب إلى السلوكيات المرضية.
8-املأ الإناء .. بما تحبه: اشغل وقت الأبناء بالعمل المفيد؛ واجذب اهتمامهم إلى الأعمال والأنشطة الأخرى الإيجابية، كالألوان والرسم أو الألعاب المسلية المختلفة.
9- واجه نفسك: حاول تهيئة الجو والبيئة الصحية لصياغة الأبناء.
مثلا: حاول إزالة أي إشكال أو خلاف بين الزوجين أو داخل الأسرة، ما قد يسبب التوتر والقلق عند البنت أو الولد. وإذا لم يكن بد من النقاش والأخذ والرد بين الوالدين، فليكن بعيدا عن الأولاد.
10- الصحبة الصالحة: ساعد الأبناء على معاشرة الأطفال الأسوياء الذين في مثل عمرهم للعب معهم، فهذا من شأنه أن يساعدهم على اكتساب العادات الحسنة من السلوك، والتخلي عن العادات غير الحسنة.
11- كن قدوة: قدم لأبنائك -من خلال سلوكياتك الطيبة داخل وخارج البيت- القدوة الصالحة، والرمز المحبوب.
12- ارتق بنفسك: ونقصد به المعالجة السببية، ونسميها (حاسبوا أنفسكم)، أي على الوالدين العزيزين أن يراجعا الأسباب ويحاولا تصحيح أخطائهما، وأول هذه الأخطاء هو عدم فهم المرحلة السنية.
إذن عليكم:
(أ) مراجعة استشاراتنا السابقة والتي بمعظمها سمات وصفات المراحل السنية للأبناء.
(ب) القراءة والمطالعة الدائمة في فن تربية الأبناء وفن التعامل معهم.
(ج) حضور دورات تدور حول هذه المواضيع الهامة والخطيرة نفسها.
13- أشبع احتياجاته النفسية: طرق إشباع الحاجات النفسية للأبناء الصغار كثيرة؛ ومن أبرزها:
(الحب – اللعب واللهو – الدعم الإيجابي والتقدير – الأمن – الانتماء – الحرية – التوجيه)
14- فن استمطار التوفيق الإلهي:
على كل والد ألا ينسى هذا السلاح الراقي والرائع لحل كل مشاكلنا وإزاحة كل همومنا وتفريج كل كروبنا، وتيسير كل مصاعبنا.. فلِمَ لا نصلي ركعتين في جوف الليل ونناجيه سبحانه بأن يوفقنا في المهمة التي حملنا إياها. فمنا العمل ومعالجة الأسباب الأرضية ومنه سبحانه العون بالتوفيق الإلهي.
Comments are closed.