كلمة لاحمد السقا:خليك مكانك…متروحش هناك تانى

من حسن حظ النجم الشاب أحمد السقا أن فيلم «بابا» الذى يقوم ببطولته عرض فى أعقاب مسلسله التليفزيونى الأول «خطوط حمراء» فالحسنات يذهبن السيئات وأداؤه فى بابا محا كثيرا من أخطائه فى الخطوط الحمراء..

والحقيقة لا أدرى لماذا أصر نجم شباك وجماهيرى اختبر سينمائيا كثيرا وحقق النجاح الذى يتمناه أى ممثل غيره على أن يدخل الدراما التليفزيونية بكامل إرادته، هل هو الكساد السينمائى الذى مررنا به أم رغبة فى أن يختبر نفسه فى عالم الدراما التليفزيونية المستعرضة، إن السقا وكثير من النجوم الذين قدموا إلى التليفزيون لم تشفع لهم خبراتهم السينمائية فى المرور آمنين من أنفاق الدراما الرمضانية فتوقفوا كثيرا وتعثروا واصطدموا بواقع مختلف عن ذلك الذى توقعوه، أحمد السقا فى فيلم «بابا» كان رشيقا خفيف الحركة يتطاير وهو يخرج من مشهد إلى آخر، أما فى خطوطه الحمراء كان كمن ربط على قدميه أطنانا من الرمال، فى فيلمه السينمائى بدا أكثر تحمسا بروح شبابية وإيقاع متناغم، وكان فى مسلسله كهلا يصدر أصواتا متداخلة غير مفهومة ليس فيها موسيقى بالمرة، فى السينما هو ملك متوج يبحث عن أميرة حسناء يستحقها ولأنه يتعب ويقدر جمال هذه الأميرة ويستعد له يجدها مع تيترات النهاية فيحقق له ولها النهاية السعيدة أما فى التليفزيون فهو عابر سبيل ضل الطريق لم يشفع له سعيه لاكتشاف سبيله فخرج مهموما عابثا لم يغنم شيئا حتى لو حاول أن يقنع نفسه بأن قابل فى هذا الطريق بشرا أثنوا على محاولته وسعيه..

أثق أنه يعرف جيدا أنه ضل الطريق، عزيزى أحمد السقا ليس خطأ أن تعترف بأنك بطل سينمائى ولا يعيبك أن تدع التليفزيون لناسه وإن أردت أن تجمع بين الحسنيين فلتدرك أنك وقتها كمن يمشى على حبال مشدودة صحراء الشمس فيها حارقة واحتمالات سقوطك من على هذا الحبل كبيرة، فى كل أنحاء العالم أبطال السينما ليسوا هم أنفسهم أبطال التليفزيون ولا أزمة فى ذلك، وصدقنى المقارنة هنا ليست بين فن مهم مثل السينما وفن أهم مثل التليفزيون ولكن بين استعدادك الشخصى وطموحك هنا وهنا، فى السينما أنت قادر على التنوع حتى لو حاول البعض حصارك فى إطار نجم الأكشن على أن تقدم دورك فى «عن العشق والهوى» أو دورك فى «ابن القنصل» أو فى «بابا» وأخشى ألا تستطيع أن تفعل ذلك فى دراما التليفزيون بعد أن أجبرت على تحويل أطياف من أعمالك الحركية فى المصلحة وغيرها إلى مسلسل!

عزيزى أحمد السقا مكانك الحقيقى أمام الشاشة الكبيرة وأنت تملك أدواتها وتعرف أزقتها وأحياءها وتخرج منها سالما معافى حتى لو واجهتك بعض صعوباتها، وإذا أردت أن تسلك طريق التليفزيون ومن حقك أن تجرب عليك أن تختار طريقا مختلفا أقل وعورة وبعتاد حقيقى تجهز فيه طويلا وأدوات تعينك على صعوبة الطريق وكشاف إضاءة قوى ينير لك لتتفادى المطبات وتتخطاها ولا تعتمد على حواسك وحماسك فقط فطريق التليفزيون مختلف عن طريق السينما، واسأل من سبقك وعاد سالما مستجيبا لنداء السينما ملبيا صيحاتها.
المصدر:جريدة الشروق

Comments are closed.