«ليون».. مدينة النهرين

ليون

ليون هي ثاني مدن الجمهورية الفرنسية بعد باريس، وهي عاصمة إقليم الرون ومنطقة الرون ألب في جنوب شرق البلاد، وتتوسط ليون مدينتي باريس ومارسيليا، حيث تبعد 470 كيلومترا عن باريس. يصل عدد سكان ليون مع الضواحي المحيطة بها إلى أكثر من 2.2 مليون نسمة، وتمتد مساحتها مع الضواحي على 3.306 كيلومترات مربعة.

يقطع مدينة ليون نهران هما الروم والسون (السين)، ومن هنا كنيتها “مدينة النهرين”. ويتلقي النهران جنوبي مركز المدينة ويشكلان ما يشبه الجزيرة في المركز. مركز مدينة ليون محاط من الشرق ومن الغرب بتلّيْن مرتفعيْن: على الأول في الغرب تتركز مؤسسات وأماكن دينية كثيرة، بينما يحوي التل الشرقي الكثير من ورش الحرير.

تاريخ

تعود أصول مدينة ليون إلى العام 43 قبل الميلاد حين تأسست كمستعمرة رومانية قامت على أنقاض حصن كلتيّ، وسميت المستعمرة وقتها “لوغدونوم”، لتتطور سريعا وتصبح المركز التجاري والثقافي والحكومي لبلاد الغال (فرنسا القديمة)، إلا أن المدينة تدهورت بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية ووصلت حضيضها في القرون الوسطى.

وما أنقذها تاريخيا هو تحولها إلى مركز دينيّ أولا ثم مركز مصرفيّ ثانيا، ثم تحولت فيما بعد إلى مركز أوروبي كبير لإنتاج الحرير، مما أدى إلى نهضتها من جديد كمدينة صناعية.

وقد شكلت ليون أثناء الحرب العالمية الثانية مركز المقاومة السرية للنازيين، وواصلت نهضتها الحداثية بعد الحرب. وقد توحدت المدينة مع ضواحيها لينتج ثاني أكبر مترورولين في فرنسا وفيه مؤسسات ثقافية ومواصلاتية وبنى تحتية سياحية من الدرجة الأولى. وقد أعلنت اليونسكو عام 1998 مدينتها القديمة موقع تراث عالميا، حيث تُعتبر ليون اليوم أقدم أثر من المملكة الرومانية بعد روما نفسها.

تتميز ليون بمهرجان الأضواء الذي يجرى فيها في 8 ديسمبر من كل عام سنويا، حيث يضيء سكان ليون الشموع على حواف الشبابيك وتُضاء الشوارع كلها. ويستمر هذا العيد عادة لأربعة أيام ويشتمل أيضا على عروض مختلفة، لها علاقة بالضوء والإنارة الفنية على البيوت والمباني المختلفة.

صناعة

كما تحوي مدينة ليون عددا كبيرا من شركات الغزل والنسيج والصباغة، وهي تشتهر بصناعات عديدة أخرى مثل السيارات والصناعات الكيميائية والكهربائية، والمنتجات الزراعية، وفيها المقرّ الرئيسي للإنتربول- الشرطة الدولية.

ومن مميزات ليون البارزة التي تجعل منها موقعا سياحيا من الطراز الأول، الطبيعة الرائعة والخلابة التي تحيط بها، من تلال عالية وسهول واسعة وشاسعة، والنهرين المحيطين بها. كما توجد فيها مراكز ومؤسسات ثقافية ذات سمعة عالمية مثل أوبرا ليون ومعهد الضوء و27 متحفا، أبرزها متحف الفنون الجميلة (القائم في دير البنديكت الديم “قصر سانت بيير” وهو نموذج مصغر لمتحف اللوفر).

وتحوي ليون معالم إسلامية بارزة مثل “المسجد الكبير في ليون” الذي يقع في الدائرة الثامنة، ومساجد أخرى مثل “مسجد الهدى” (الدائرة الخامسة) و”مسجد القبة” (الدائرة الأولى) و”مركز التوحيد الثقافي” (الدائرة السادسة) و”الجمعية الثقافية” (الدائرة الثالثة).

المناخ

تتمتع ليون بمناخ هو خليط من المناخ المحيطي والمناخ شبه المداريّ، وهي أبرد من سائر مناطق فرنسا في الشتاء بسبب موقعها، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة في يناير 3 درجات. أما صيفها فدافئ ويبلغ متوسط درجات الحرارة في يوليو قرابة 23 درجة، ويكون الصيف مرفوقا بهطول الأمطار أيضا، فيما تقلّ في الشتاء.

ومن معالم ليون السياحية أيضا: متحف هنري مالاتر للسيارات، ومتحف الحضارة الرومانية ـ الفرنسية، وأكواريوم دو غراند ليون، ومتنزه بارك دي لا تيتي دور، وبرج المراقبة، ومتحف المنسوجات، وحدائق روزاري ومتنزهات بيلا ومونسدارديش وشارتروز وفيركور وأوت ـ جورا وماسيف دي بوج وفيار لي دومز. كما تحوي ليون ثلاث حدائق من أكبر حدائق العالم وفرنسا.

وعلى مستوى التسوق يُعتبر بارت ديو من أشهر المراكز في ليون وفيه الماركات المهمة والدولية، ويقع في منطقة تجارية كبيرة مقابل محطة القطارات “بيراش”.

في ليون مطاران يستقبلان الرحلات الجوية من معظم مطارات العالم الدولية وخاصة دبي، كما ترتبط ليون بشبكة قطارات كبيرة وممتازة مع أرجاء فرنسا وأوروبا.

آنسي الفرنسية

وفي احد وديان جبال الألب الفرنسية وبين صخورها الشاهقة تقع بحيرة آنسي بمياهها الزرقاء العذبة، والتي تجذب آلاف السياح اليها كل عام في اشهر الصيف الدافئة، هي تشبه كثيرا بحيرة جنيف الا انها اكثر هدوءا وابرد جوا، وهي أحد أكثر المصايف جمالا وشهرة في جبال الألب الفرنسية.

تشتهر المدينة بأسواقها التاريخية، والتي تعود الى القرن السادس عشر، وممراتها المائية الرائعة، والتي تشبه ممرات مدينة امستردام الهولندية وتبعد عن ليون وجنيف ساعتين بالسيارة، ويمكن الوصول اليها عن طريق القطار من المدن القريبة منها، مثل مدينة ليون الفرنسية او مدينة شومينوكس الجبلية، او حتى من جنيف نفسها.

لا يمكن لأي مدينة أن تضاهي جمال فينيسيا ومكانتها عالميا، هذا على الأقل ما يقوله الإيطاليون عن مدينتهم الجميلة، ذات الخصوصية الفريدة حول العالم.

وعلى الرغم من أن هذا قول محق في جانب كبير منه، ويجانب الحقيقة، فإنه مجحف ببعض المدن، التي لها تاريخ فينيسيا مع الماء، ليس ماء البحر الذي تتربع المدينة إلى جانبه منذ ولدت، بل ماء البحيرات التي تتربع مدن كثيرة على ضفافها منذ ولدت أيضا. من هذه المدن تقف مدينة آنيسي (Annecy) الفرنسية شبه وحيدة بين مثيلاتها.

فالمدينة الفرنسية الواقعة في منطقة سافوا في جبال الألب تجاور واحدة من كبرى بحيرات أوروبا على الإطلاق بمساحة تبلغ نحو 28 كيلومترا مربعا، أي ما يوازي مرة ونصف حجم عاصمة سويسرا القريبة، جنيف.

بحيرة آنسي

البحيرة الضخمة التي تعتبر مفخرة منطقة جبال الألب وأكبر بحيراتها بعد بحيرة ليمان، التي تتقاسمها كل من فرنسا وسويسرا، تتوسط مجموعة من جبال الألب الشهيرة، وهي بعمق يصل في بعض الأماكن إلى اثنين وثمانين مترا، وبطول 14 كيلومترا وعرض يصل في بعض الأماكن لأربعة كيلومترات، ويغذيها نهر تيو المحلي، وهو أصغر أنهار فرنسا، كما يغذيها نهر الرون الكبير بشكل غير مباشر بعد دخوله إلى الأراضي الفرنسية، قادما من سويسرا.

وتمتاز البحيرة بمياهها الباردة طيلة أيام السنة، كما أنها من أنقى بحيرات أوروبا، وهي الثالثة في الترتيب لناحية نقاوة مياهها في أوروبا كلها، مما يجعلها من أكثر البحيرات الصالحة للسباحة والألعاب المائية.

لكن البحيرة التي يغذيها النهر الصغير القادم من أعالي جبال الألب، ليست وحدها الشيء الساحر في المنطقة، بل هي المدينة التي يخترقها النهر بكامل أحيائها تقريبا على شكل قنوات مائية وسدود صغيرة ليصل في النهاية إلى مصبه بالقرب من ضفة نابليون الثالث على البحيرة مباشرة.

وكأي مدينة سياحية، توجد في آنيسي عشرات الفنادق والمنتجعات السياحية ومن كل المستويات والدرجات. وهذا ما يعطي فرصة لكل الذين يرغبون في زيارتها فرصة الزيارة. ويعتبر فندق أمبيريال بالاس أحد أكبر فنادقها، وهو يقع مباشرة على شاطئ البحيرة وتحيط به حدائق غناء جميلة، ويمتاز، إلى جانب ذلك، بإطلالته الساحرة على كامل البحيرة.

كما تضم فندق الجزيرة الصغيرة في قلب المدينة، وهو مبنى صغير من القرن السادس عشر، بني على قطعة أرض صغيرة يحيط بها النهر من كل الجوانب، وتقع في قلب المدينة التاريخية. هذا إلى جانب عشرات الفنادق الصغيرة والنزل والشقق الجاهزة للسياح.

مدينة من القرون الوسطى

وقالت راشيل جورجيوس مديرة السياحة الخارجية في مدين آنسي الفرنسية ان آنسي هي مدينة من القرون الوسطى تقع الى الشمال من جبال الألب الفرنسية، تبعد قرابة 35 دقيقة عن جنيف في سويسرا، بها قنوات صغيرة وجداول تصب في بحيرة آنسي، وعلى الرغم أن آنسي هي صغيرة نسبيا هناك الكثير مما يعتبره تاريخ المدينة يعود إلى القرن الثاني عشر. وهو قصر دو ليسلي.

السجن السابق يجلس على جزيرة في وسط قناة سياو، واحدة من القنوات العديدة التي تخترق البلدة القديمة، وهي واحدة من أنظف البحيرات في العالم، وموطن لمجموعة واسعة من الحيوانات البرية، البلدة القديمة في آنسي هي مجموعة من المباني من القرون الوسطى والقنوات والشوارع الجميلة تصطف على جانبيه المطاعم والمقاهي، ومحلات، ومتاجر سوق التحف عدة

. والبحيرة في آنسي تقدم مجموعة واسعة من الرياضات المائية بما فيها الصيد وركوب الأمواج والإبحار، والتزلج على الماء. وفي غضون ذلك، تقدم سلاسل الجبال ركوب الدراجات الجبلية، والمشي وتسلق الجبال، وركوب الخيل، والاستفادة من العديد من ملاعب الغولف في المنطقة.

ويتوفر العديد من الفنادق، واهمها فندق امبريال بالاس الذي يعود تاريخ بنائه الى العام 1913، وكان قصرا وتحول الى فندق فخم يطل على بحيرة آنسي، كما تقول لورانسا موغلي مديرة الفعاليات في الفندق، والذي يقع في قلب حديقة مشجرة، ويجمع مشهداً من الطبيعة على ضفاف أنقى بحيرة في أوروبا.

يحتوي على 99 غرفة مكيفة وأجنحة ومطاعم وشرفات تجعله في جميع الأحوال، يرقى إلى مستوى التوقعات.

 

سجل تراث الإنسانية

 

تعتبر ليون، الموقع المديني للتراث العالمي الأوسع. العام 1998 سجلت الأونيسكو اربعة احياء كبرى فيها في سجل تراث الإنسانية هي: هضبة فورفيير (حديقة أثرية فيها مسرح قديم)، وليون القديمة ـ جدران المدينة القديمة التي تضم 170 مبنى مصنفا من المباني التاريخية، وشبه الجزيرة (حوالي 5 كلم طولا إلى 600 ـ 800م عرضاً، تمتد بين مجاري المياه لنهري السون والرون)، واخيرا، لي بانت دو لا كروا روس، (الحي الذي شيد على هضبة تشرف على المدينة، بجدرانه ومسرحه ويعود إلى العام 19 قبل الميلاد). يمتد هذا الحي إلى 500 هكتار وهو مشرع على الماضي ويثير فرحة المتنزهين.

 

 

منطقة «رون ألب» رحلة في صميم التنوع

 

تقع منطقة رون – ألب جنوب شرق فرنسا، وتحظى هذه المنطقة بثروات اقتصادية وثقافية وتاريخية وجغرافية مهمة. تمثل مساحتها التي تبلغ 43.7 الف كيلومتر مربع تنوعا في المناظر الطبيعية، وتشمل الهضبة الوسطى في الغرب، كسلسلة جبلية متوسطة الارتفاع، ووادي الرون في الوسط وجبال الألب في الشرق.

كما تحوي 6 حدائق وطنية تقدم إلى السائح الكثير من المناسبات للتعرف على نباتات وحيوانات استثنائية، وتمتد على 8 مقاطعات، ساهم سكانها في جعلها ثاني منطقة فرنسية من حيث نسبة عدد السكان بعد الحوض الباريسي.

يسكن في مقاطعات لا لوار، ورون، وآن، وهوت سافورا، وارديش، ودروم، وإيزير، وسافوا سود، 10 في المئة من السكان الفرنسيين، أي حوالي 5.65 ملايين نسمة.

تستند مواردها الاقتصادية بشكل اساسي على السياحة والرياضة والتسلية، لكنها تحوي ايضا طاقة اقتصادية هائلة، إذ هناك الزراعة والصناعة كقطاعين في غاية الدينامية والتجديد.

تقع منطقة رون ألب في قلب اوروبا، وقد عرفت تطوير بنى تحتية للنقل: من مطارات وشبكة اوتسترادات وانفاق تعبر الجبل الأبيض وفريجوس، وقطار السرعة الكبرى تي. جي. في، وخطوط نهرية للملاحة على نهري الرون والسون، جعلت كل هذه من المنطقة ملتقى تجاريا استراتيجيا.

وهناك صناعات النسيج والبلاستيك والصلب التي تحتل المرتبة الاولى وطنيا. فقد نشأت صناعة النسيج والألبسة مع الحرير في القرن التاسع عشر، وتعمل فيها اليوم مؤسسات كثيرة

Comments are closed.