
قيل ان الحظ هو القضاء والقدر أو هو نصيب كتب لشخص سعيد ولم يكتب لآخر تعيس كلمة الحظ كثيراً ما نتداولها ولكن يا ترى هل للحظ وجود حقيقي في دائرتنا الإنسانية..؟ ،أم انه نوع من التحايل أمام انهزام الذات في بعض المواقف الحرجة؟
الحظ في اللغة:هو النصيب ،وهي النصيب من الخير و الفضل ،وهو اليسر و السعادة و الصدف الحسنة و حسن الطالع و التوفيق من الله ،وقد يطلق على النصيب من الشر ،و سوء الحظ من النحس و التعاسة و سوء الطالع .
والحظ في الاسلام هو ما يدخل في مفهوم القضاء والقدر، فهو امر لا إشكال فيه،حيث نعتقد ان الله تعالى قسم الارزاق وقدر لكل مخلوق رزقه وما يجري عليه من ولادته الى مماته.،فيقال: ان فلاناً مثلاً محظوظ, أي ان الله تعالى وفقه وسهل عليه الحصول على بعض الاحتياجات الدنيوية من تجارة أو صحة أو زوجة صالحة أو ذرية، وما الى ذلك.كما أن من المعلوم امكانية تغير القدر، وذلك تبعاً للامور التكوينية أو بعض القضايا الشرعية الواردة في الشريعة الاسلامية، مثل الصدقة تزيد في الرزق وصلة الرحم يطيل العمر، وغير ذلك .
فالإنسان المؤمن القوي في إيمانه ,يعلم بأن هناك أسباباً تتلو مسببات
الفرق بين القدر والحظ فقهيا:-
فإنه لا يحصل للمرء خير ولا شر ولا نفع ولا ضر إلاّ بقدر الله تعالى وإرادته، والإقرار بذلك واعتقاده من أركان الإيمان وأساسياته، ولذلك جاء في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لسؤال جبريل عن الإيمان قوله: “وتؤمن بالقدر خيره وشره”.
وأما الحظ الذي يعبر الناس به عن توفيق الشخص في أموره وتيسيرها، وحصوله على مطلوبه بلا سبب، أو بأدنى سبب، فقد يحصل لبعض الناس، ولكنه محكوم بقضاء الله تعالى وإرادته، ولا يحصل شيء من ذلك لأحد، إلا إذا كان مقدرا له في سابق علم الله سبحانه.
وأما اعتقاد أن المحظوظ قد يحصل على ما لم يقدر له، أو أن حظه قد ينفعه وحده في جلب المحبوب، ودفع المرهوب، فهذا باطل قطعاً بالنقل والعقل والواقع.
ويكفي أنه لو كان ذلك الاعتقاد صحيحاً لما مات المحظوظون، ولما مرضوا، ولما حصل لهم أي مكرره.
وقد ثبت في أحاديث كثيرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد” كما في الصحيحين وغيرهما.
والجد هو: الحظ أو الغنى. و يقول الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) ،(و كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)
ونجد ان كلمة (الحظ) نفسها يضعف معناها ويقوى بقدر ما في الإنسان من علو الهمةأوخمولها، وكذلك بعكس ما تكون في الإنسان من قوة الإيمان وضعفه،ففي بعض المجتمعات المتخلفة نجد انتشار التعاويذ و الأحجار او بعض الاشكال والكتابات في هذه الأوساط ايمانا منهم بأنها تجلب الحظ .
Comments are closed.