بأسلوبه الساخر ومصطلحاته الغريبة الخارجة عن الآداب العامة أحيانا، استطاع باسم يوسف تكوين حالة جديدة في الاعلام المصري، الذي كان يضع اطارا حديديا حول القيادة، ولا يقبل السخرية منها بأي شكل من الأشكال، لكن الطبيب الجراح استطاع، بأقل الإمكانات حين كان يقوم بعمل حلقات صغيرة تذاع على موقع «اليوتيوب»، أن يصل الى شريحة كبيرة ، لاسيما من الشباب المنفتح على مواقع التواصل الالكترونية.
من هنا بدأت شهرة الاعلامى الساخر تكبر وتزيد الا أن جاءت قناة « أون تي في» ومالكها نجيب ساويراس به من دنيا شاشات الحاسوب الى رحاب الاعلام الأوسع وبات من أشهر مقدمي البرامج، ولم يكمل باسم العام الواحد مع هذه القناة عندما تلقى عرضا مبهرا من قناة سي بي سي التى كان يطلق عليها قناة الفلول، لم يتردد النجم الجديد في سماء الاعلام من قبول العرض، الذي كاد يقضي على مستقبله الإعلامي في بدايته، بعد أن انتقده العديد من الثوار من قبول عرض القناة، لكنه استطاع كسب تعاطف وجذب معجبين جدد منذ أول حلقة له في قناته الجديدة عندما انتقد كل العاملين فيها ومالكها وكل زملائه من المذيعين مثل عماد الدين أديب ولميس الحديدي وخيري رمضان، واتهامهم بأنهم من رموز الفلول، بل عرض لهم عدة فيديوهات تؤكد تناقض آراءهم مع تحول منحنيات الأمور السياسية في البلاد.
طبيب القلب
باسم يوسف، الذى تخرج من كلية الطب وحصل على دكتوراه جراحة القلب والصدر من جامعة القاهرة، يرى الكثيرون أنه كان أحد أسباب ضياع هيبة منصب رئيس الدولة ، وأنه السبب الرئيسي فيما وصلت اليه الأمور الآن من تطاول على المنصب وشخص الرئيس محمد مرسي، وفي الوقت الذى تم اختياره ضمن قائمة أفضل 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2013 من قبل مجلة التايم الأميركية، انهالت عليه الاتهامات بالاسفاف وعدم تقديم واجهة مشرفة للاعلام المصري أمام العالم ، لاسيما من مؤيدي الرئيس مرسي والتيارات الاسلامية التي ترى أنه من العيب أن يطل باسم وبرنامجه على الأسر المصرية في البيوت بسبب ألفاظه الخارجة عن المألوف وهو الأمر الذى دفعه للتنويه بأن برنامجه «للكبار فقط».
التواصل مع الشباب
لباسم يوسف قدرة هائلة على تجميع الشباب من حوله، فهو يتواصل معهم في كل الأمور وعلى كل مستويات الاتصال من خلال مواقع فيسبوك وتويتر، ويتفاخر دوما أن عدد متابعيه على موقع تويتر تعدى بكثير عدد متابعى الرئيس المعزول محمد مرسى، بل يتباهى أنه يمتلك مجموعة كبيرة من المناصرين يسمون أنفسهم «أولتراس باسم يوسف».
أستاذ علم النفس فى جامعة عين شمس الدكتور سيد صبحي يرى أن محاولات باسم جريئة للغاية وهذا أكسبه شعبية كبيرة وبات له مريدون بالآلاف، وبلا شك أثرت طريقته فيهم نوعا ما، لكن كسر هيبة منصب الرئيس لم يكسرها باسم يوسف وحده بل الذي كسرها هو اصرار الشباب في ثورة 25 يناير، لافتا الى أن التغيير لم يكن بمثل ما يفعله باسم، لانه في برنامجه لا يقدم حلولا لكنه مجرد «كوميديان « يطرح ما يدور بطريقة جديدة جذبت اليه الناس.
ويرى صبحي أن التغيير يجب أن يكون بطرح أفكار ورؤى جيدة تساعد على التغيير الى الأحسن وليس بالهزار والتنكيت فقط ، مؤكدا أن ثورة 25 يناير هي التي غيرت الكثير من الأفكار التي كانت راسخة في عقول الكثير من المصريين، وهي من كسرت عدة «تابوهات» كان الاقتراب ممنوعا منها .
الجانب الكوميدي
من جهته، قال أستاذ علم النفس والاجتماع يحيى جعفر أن باسم يوسف كان رمزا للجانب الكوميدي في كل الأمور التي تدور حولنا، لاسيما أن الشعب المصرى شعب فكاهي بطبعه ويتغلب على أحزانه بالنكت والفكاهة، لافتا الى أن الرئيس مرسي ليس أول رئيس تطلق عليه النكات، بل أن الرئيس جمال عبد الناصر كان أكثر الرؤساء الذين طالتهم السخرية، مؤكدا أن باسم ساعد في توعية الناس واظهار الفرق بين مايقوله الرئيس وبين ما يراه الناس بأعينهم .
وبعد بيان القوات المسلحة بعزل الرئيس مرسي أعلن المذيع الساخر عدم تسجيل حلقة من برنامج «البرنامج» خلال الأسبوع الحالي بسبب كم الدماء التي سالت، كما انتقد غلق القنوات الدينية قائلا «أرجو الا يكون غلق القنوات قرارا دائما، على الرغم من أنهم كانوا يطالبون برؤوسنا ويحرضون الناس علينا فى الميادين ، كما كتب في تغريدة أخرى «إذا كانت رسالة البرنامج الوحيدة هي كشف قنوات الفتنة فده يكفينا .. يتحرق البرنامج المهم البلد».
فتح معبر رفح لمدة 4 ساعات يومياً
أعادت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري أمام حركة العبور بين مصر وقطاع غزة في العاشرة من صباح أمس ولمدة 4 ساعات يوميا، بمناسبة شهر رمضان لدخول العالقين في الجانبين المصري وقطاع غزة من المرضى والحالات الإنسانية. وكانت مصر قد أغلقت معبر رفح البري الجمعة الماضي، بعد مقتل جندي مصري في هجمات، شنّها مسلحون على موقع للشرطة ومواقع عسكرية في سيناء.
Comments are closed.