
قالت الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوي العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية، إن تعدّد الزوجات في الإسلام ليس مطلقًًا، كما يفهم البعض، ومن الضروري أن يدرك الزوج أحكام الشرع في التعدد وضوابطه الدينية وواجباته تجاه كل زوجة من زوجاته، وإلا فالأصل الزوجة الواحدة.
الكحلاوي أضافت: «إنه من حق القاضي إذا لم تكن ضوابط التعدد متوافرة منعه، ويجب على ولي الأمر أو الحاكم منح القاضي السلطات التي تمكنه من تنفيذ ذلك، واستشهدت بقوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا».
وتابعت: «من يتأمل الآية يجد أنها تشترط العدل بمفهومه الشامل، خاصةً في النواحي المالية والمبيت والقدرة على ذلك، وليس الزواج لمجرد الزواج، الذي يجب أن يكون وسيلة للمودة والرحمة وليس الإضرار ببعض الزوجات على حساب الأخريات، ولهذا جعل الله الزواج آيةً من آياته حين قال: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».
العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية ذكرت أن الأصل في الزواج واحدة، والتعدد لا بد أن يكون له مبرر شرعي، كأن تكون الزوجة غير قادرة على الإنجاب أو مريضة ولا تستطيع الوفاء بمطالب الزوج، فيكون التعدد هنا حلاً لمشكلة قائمة وليس لمجرد التعدد إذا لم تكن هناك ضرورة تستدعيه، ولهذا ذمّ الإسلام كل رجل مزواج مطلاق، أي كثير الزواج والطلاق بدون ضرورة، لأن هذا يؤدي إلى الإضرار بأطراف آخرين، سواء زوجاته أو مطلقاته وأولاده منهن، ودعا إلى أن تسود روح التناصح وليس التعسف في الزواج، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة- ثلاثاً- قلنا: لمن يا رسول الله، قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».
Comments are closed.