العقيقة

العقيقة

العقيقة من الأمور الضرورية التي يجب عملها عن الطفل ويستحب تماثل الذكر بالذكر والأنثى بالأنثى من الشاة. ويفضل أن تكون سمينة وهي لازمة على الأغنياء والفقراء إذا تيسروا. فإذا لم يعق عن الولد يعق عن نفسه حتى مع الكبر ، والعقيقة لا تعطى إلا لأهل الولاية ؛ فإن

أراد أن يوزعها فليوزعها على الفقراء وعلى الأغنياء على السواء لا فرق ، وإن أراد أن يقيم عليها وليمة.
عن ابي عبدالله عليه السلام قال : « كل امرئ مرتهن يوم القيامة بعقيقة والعقيقة أوجب من الأضحية ».
وكما يلزم من ذبح العقيقة ولا يكفي التصرف بثمنها. كما جاءت الرواية عن ابي جعفر لما عسرت أن يجد العقيقة لا يذبحها فسألة زيد بن علي بقوله : قسرت علي الأخرى فأتصدق بثمنها ؟ قال : لا أطلبها فإن الله عزوجل يحب إهراق الدماء وإطعام الطعام.
أقول : والظاهر أن لزوم العقيقة ، وأن الله يحب الدماء أنها لأمرين ؛ أولها لسلامة المولود عن المخاطر ؛ فهو عند الذبح يقول : « لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه اللهم اجعله وقاء لفلان بن فلان ».
ويمكن أن يقال في الأمر الثاني : إن الروح قبل أن تلج في المولود كانت في عالم الأرواح تعيش معها ، وتأنس بها ، كما جاءت الرواية : « أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ». فهي تعيش في ذلك العالم وعند ولوجها في بدن الإنسان فارقت ذلك العالم مما أوجدت مكانا خالياً فاستوحشت الأرواح لفقدانها ، وعند ذبح العقيقة. روح العقيقة تكون هي مكانها في ذلك العالم حتى تعود إليه. والله العالم.
كما يلزم عند ذبح العقيقة أن يدعو بما هو المأثور ومنها :
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : يقال عند العقيقة : « اللهم منك ولك ما وهبت وأنت أعطيت اللهم فتقبله منا على سنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ».
وتستعين بالله من الشيطان الرجيم وتسمي وتذبح وتقول : « لك سفكت الدماء لا شريك لك ، والحمد لله رب العالمين اللهم اخسئ الشيطان الرجيم ».
ويعطي من الذبيحة القابلة ربعها ، أو الرجل والورك كما يكره للاب ، أو أحد عياله ـ وخصوصاً الأم ـ أن يأكل من العقيقة. فإن أكلت الأم من العقيقة لا ترضع ولدها ؛ لأنه يؤثر سلباً على الطفل. وقد تكلمنا بما فيه الكفاية عن أثر الأكل على المرأة الحامل وولديها فلا نعيد.
وعن الصدوق في المقنع وفي فقه الرضا عليه السلام يقول : « وإذا أردت أن تعق عنه فليكن عن الذكر ذكراً وعن الأنثى أنثى ، وتعطي القابلة الورك ولا يأكل منه الأبوان. فإن أكلت منه الأم فلا ترضعه ، وتفرق لحمها على قوم مؤمنين محتاجين ، وإن أعددته طعاماً ودعوت عليه قوماً من إخوانك فهو أحب إلي ، وكلما أكثرت فهو أفضل ، وحدة عشره أنفس وما زاد. وأفضـل ما يطبـخ به ماء وملح » (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ البحار : ج 104 ، ص 116.

Comments are closed.