
شعرنا جميعا بحالة من الحزن الشديد لفقد الفنانة الشابة ميرنا المهندس يوم الاربعاء الماضى 5 أغسطس بعد صراع طويل مع المرض فلم يكن المرض الآخير الذى عانت منه وأدى لدخولها المركز الطبي العالمي في حالة حرجة قبل أيام من الوفاه للعلاج من اضطرابات كبيرة في الأمعاء، ونقص في صفائح الدم البيضاء وصلت إلى 1 من 40.. واجراء جراحة دقيقة لها لم يكتب لها النجاح هو الاول من نوعه بالنسبة لها بينما يعد نهاية لرحلة ومشوار صعب مع المرض اللعين تجاوز الـ 17 عاما أى مايقرب من نصف عمرها .
النشأة والبداية
اسمها بالكامل ميرنا عبدالفتاح محمد رجب من مواليد 1 اكتوبر 1978 بدأت نشاطها الفنى وهى دون العاشرة من عمرها حيث اكتشف موهبتها وهى طفلة الرائد السينمائى الكبير حسين حلمى المهندس وقدمها فى بعض اعماله الاخيرة قبل الرحيل وقامت هى باضافة اسم المهندس لتصبح (ميرنا المهندس) نسبة اليه واعترافا منها بجميلة اليها .
درست فى السلام كوليدج ثم فى معهد البالية والتحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية واشتهرت منذ طفولتها بأدوار البنت الوديعة الهادئة .
فقد بدأت مشوارها وهى فى سن الطفولة بالمشاركة فى مجموعة من السهرات التليفزيونية الآخرى مثل (موقعة المرتبة) و(بيت ازياء ماما) و(كل فى طريق) و(لمعان السراب) و(الوريث المفقود) و(عفوا ايها الماضى) وغير هذا من السهرات والافلام التليفزيونية التى كانت القطاعات الانتاجية باتحاد الاذاعة والتليفزيون تقدمها فى حقبتى السبعينات والثمانينات من القرن الماضى .
بركسام وشيرويت
واستمرت رحلتها مع هذه الآعمال حتى وصلت لسن المراهقة لتلفت انظار المنتجين والمخرجين نحوها بقوه حيث وصل رصيدها منذ هذا العام حتى رحيلها عن عالمنا لنحو 60 عملا مابين سينما وتليفزيون .
فأطلت علينا وهى فى الخامسة عشره من عمرها بشخصية نادية فى فيلم (مستر دولار) مع يونس شلبى وسعاد نصر عام 1993 , واتبعتها بشخصية بركسام فى المسلسل الشهير (ارابيسك) مع صلاح السعدنى عام 1994 , لتلفت الآنظار نحوها فيتم ترشيحها للمشاركة بدور كبير فى فيلم (ياتحب ياتقب) مع فاروق الفيشاوى والمنتصر بالله واحمد ادم حيث قدمت فيه شخصية شيرويت وحققت بها شهرة كبيرة حيث كانت بداية انطلاقتها القوية , وقدمت بعده شخصية شادية ابنة عربى فى فيلم (اغتيال فاتن توفيق) عام 1995 , وأطلت علينا فى نفس العام بشخصية ليلى فى الجزء الآول من المسلسل الناجح (ساكن قصادى) .
لتتوالى أعمالها بعد هذا حيث شاركت عام 1996 فى نحو اربعة مسلسلات دفعة واحدة هى (زقاق المدق) و(اهالينا) و( ابوالعلا 90) والجزء الثالث من يوميات ونيس .
وقدمت نفس العدد من الآعمال عام 1997 حيث شاركت فى مسلسلات (عوضين وامبراطورية عين) و(سعد اليتيم) و(يوميات ونيس) الجزء الرابع , بالاضافة لفوازير (عمو فؤاد رئيس تحرير) .
ارهاق العمل
وبسبب كثرة مشاركاتها فى هذه الفترة ورغم ان عمرها لم يكن تخطى العشرين عاما بدأت تشعر ببعض التعب والارهاق , فلم يتحمل جسدها النحيل كثرة التنقل بين الاستوديوهات والتصوير لما يقرب من الـ 18 ساعة دون ان تدرك اويدرك الاطباء ان هذا الارهاق بداية ظهور المرض اللعين , فقط نصحوها بالتقليل من الاعمال التى تشارك فيها فبدأت تكتفى بعمل اوعملين على الاكثر فى العام منذ مشاركتها فى فى مسلسل (الابطال) عام 1998 واستمرت على هذا التحو حتى عام 2001 الذى قدمت فيه مسلسلى ( بنات افكارى) و(دقات الساعة) وعادت لتضاعف من مجهودها عام 2003 حيث شاهدناها فى مسلسلات (قمر سبتمبر) و(نجمة الجماهير) و(تعالى نحلم ببكرة) .
وفى عام 2005 شاركت فى مسلسلى ( لقاء السحاب) و(محمود المصرى) وعام 2005 مسلسلى (احلام عادية) و(مباراة زوجية) .
نشاط مكثف
وابتعدت عن التليفزيون عام 2006 حيث ضاعفت من مجهودها السينمائى فشاركت فى بطولة افلام (عبده مواسم) و(أيظن) وحققت شهرة كبيرة بشخصية بحرية فى فيلم (العيال هربت) .
وبسبب المتاعب الصحية لم تشارك فى أى عمل عام 2007 وبعد استقرار حالتها نسبيا اطلت علينا عام 2008 بمسلسلى (الباشا) و(ايام الرعب والحب) .
وشاركت فى اربعة اعمال عام 2009 هم مسلسلى (خاص جدا) و(علشان ماليش غيرك) بالاضافة لشخصية منى فى فيلم (يوم ماتقابلنا) وشخصية ملك فى فيلم (الاكاديمية) .
واكتفت عام 2010 بالمشاركة فى مسلسل (بره الدنيا) لتطل علينا عام 2011 بثلاثة اعمال هى (فى حضرة الغياب) و(تلك الليلة) و(عابد كرمان) .. وقدمت عام 2012 شخصية جلنار فى (الامام الغزالى) وفى العام الماضى 2014 شاركت فى ثلاثة افلام هى (كلام جرايد) و(جيران السعد) و(زجزاج) .
وكانت اخر مشاركه لها هذا العام 2015 مسلسل (اريد رجلا) الجزء الثانى مع اياد نصار واحمد عبدالعزيز ورجاء الجداوى وقدمت فيه شخصية أميرة .
اعتزال الفن
ومن المحطات الهامة فى مشوار الفنانة الراحلة قيامها فى عام 2002 ومع بداية المرض اللعين اعلانها عن اعتزال الفن وارتداء الحجاب مثلها مثل عدد كبير من الفنانات الشابات اللاتى اتخذن نفس القرار فى بداية الالفية الجديدة ومنهن من ابتعدت تماما لاسباب دينية اوشخصية فلم يعدن مرة اخرى , ومنهن من عدن مرة ثانية مثلها هى فقد عادت لمزاولة نشاطها بعد استقرار حالتها الصحية الى حد ما وقالت وقتها انها حفظت الكثير من سور القرأن الكريم وأصبحت تواظب على فروض الصلاة وقالت أن علاقتها بربها قوية وليس من حق أى أنسان محاسبتها على شئ فما بينها وبين الخالق مسأله فى غاية الخصوصية .
رحلة المرض
ولم تكن كما ذكرنا معاناتها الاخيرة هى الاولى بالنسبة لها فقد عاشت رحلة طويلة مع المرض قبل أن تتجاوز العشرين من عمرها حيث أصيبت بسرطان القولون مما ادى لاستئصاله واستبداله بامعاء صناعية بعد اجراء عدة عمليات جراحية خارج مصر وكان لهذا اثر بالغ على حالتها النفسية بالاضافة لتأثر حركتها ومجهودها البدتى فظلت تعيش على المسكنات والادوية المختلفة فكانت تسافر للندن بمعدل مرتين فى العام لمتابعة حالتها الصحية هناك ودائما ماكانت تتحدث عن وقوف بعض الفنانين الى جانبها مثل الفنانة الكبيرة الهام شاهين التى ظلت تتابعها لفترة وتنتظرها فى المطار بعد كل عملية وتزورها بشكل مستمر اثناء فترة النقاهة فى القاهرة فكانت تقول عنها انها كانت تعاملها افضل مما كانت تعامل الام ابنتها .
المصدر : موقع أخبار المشاهير
Comments are closed.