ملياردير الغلابة.. رجل «شارك الله» في أعماله فحصل على الشهرة والمال

2048768246892674676

يعد واحدا من أشهر أصحاب الأعمال الخيرية، تميز بسمعته الطيبة، وعطائه غير المحدود، قدم من العلم الشرعي الكثير في خدمة الدين الإسلامي، فضًل العمل بعيدا عن الأضواء، ورغم ذلك ظلت سيرته محفوظة بتقدير كبار العلماء، إنه المهندس صلاح عطية، الذي ترك الدنيا بعد أن حفر اسمه في قلوب الآلاف من محبيه..

لم يكن غريبًا أو مستغربًا أن يحتشد الآلاف أثناء جنازته لتوديعه قبل التوجه لمثواه الأخير، أصبح المشهد حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنه نادرًا ما يتمتع شخص بكل هذا الحب من الناس، رغم ابتعاده عن الأضواء.

ورغم أنه بدأ حياته بأقل القليل، فإنه أصبح مليارديرًا، بعد أن رفع شعار “التجارة مع الله”، تاجر فعاهد ربه على أن ينفق ثلث أرباح ماله أو نصفها في سبيل الله، وعندما بدأت الأموال تتدفق إلى جيبه، لم يخنِ العهد، وخصص منها الجزء الكبير لمساعدة الفقراء والمحتاجين.

رفض صلاح عطية البحث عن المناصب، مفضلا الانشغال بأعماله الخيرية التي كان يتحدث الناس عنها، فهو من أنشأ المعاهد أزهرية للبنين والبنات بجميع المراحل بمحافظة الدقهلية؛ بالإضافة إلى معهد للقراءات؛ ومسجد كبير وأربعة فروع للكليات الأزهرية؛ وهي: كلية الشريعة والقانون بنين؛ وكلية التربية بنين؛ وكلية الدراسات الإنسانية بنات؛ وكلية التجارة بنات.

كما أسهم في تشييد المساجد والمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، ومنها معهدا سنهوت البنين والبنات، كما أسهم في كفالة ومصاريف وسكن الطلاب الوافدين للدراسة في الأزهر من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى الإنفاق على الفقراء واليتامى وتزويج اليتيمات، وغيرها من الأعمال الخيرية.

وشيع ما يقرب من 500 ألف مواطن من أهالي مركز ميت غمر، أوا من أمس الإثنين، جثمانه من مسجد المركز الإسلامي بتفهنا الأشراف مركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، وظل الحديث عن إنفاقه نصف ثروته في أعمال خير طرف الحديث الذي التقطه جميع المشاركين في ذلك المشهد الذي لا يتكرر كثيرًا.

بداية نشاطاته

بدأ صلاح عطية نشاطه بإنشاء حضانة لتحفيظ القرآن مجانا، أعقبها ببنائه معهدا دينيا ابتدائيا وإعداديا وثانويا، ومعهدا أزهريا، ثم إنشاء كلية للشريعة والقانون والتجارة وأصول الدين ليصل الأمر بعدها إلى جامعة متكاملة أصبحت تابعة لجامعة الأزهر على نفقته الخاصة.

 

كما أسهم في إنشاء معهد ديني بقرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، بجانب نشاطاته الاجتماعية وتأسيسه نظامًا بقريته الأم لرعاية المرضى وكفالة الأيتام والمعيلات وحل الخلافات، وأوجد فرص عمل لغالبية الأسر بمن فيها من سيدات وشباب، وأسهم وجود الجامعة في إحداث طفرة بالقرية، وتحدث عنها الكثيرون أنها قرية خالية من البطالة.

حكايات طريفة لـ”صاحب الشهرة والمال”

صلاح عطية هو  مهندس زراعي ولد فقيرًا، من  بلدة “تفهنا الأشراف” بمركز ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية، قرر الدخول في شراكة مع “الله”،  وفي صفقته الأولى خصص عشر الأرباح لصالح الأعمال الخيرية، ومن المشاهد الغريبة أنه أثناء كتابة عقد الشركة كتب في خانة الشريك العاشر “الله” يأخذ عشر الأرباح 10% في مقابل التعهد بالرعاية والحماية من الأوبئة وتنمية المشروع، وتم تسجيل العقد بالشهر العقاري.

وفي الدورة الثانية من المشروع وبعد زيادة أرباحه، قرر الشركاء زيادة نصيب الشريك العاشر “الله” إلى 20%، حتى أصبح 50% مع مرور الوقت. وكان أول مصري ينشئ  كلية بقرية صغيرة، ولم يكتف بذلك، بل ازدادت أعدادها، وبنى بيت طالبات يسع 600 طالبة، وآخر للطلاب يسع 1000 طالب بالقرية، ثم أنشأ بيت مال للمسلمين ولم يعد هناك فقير واحد بالقرية، وتم تعميم التجربة على القرى المجاورة ولم يزر المهندس صلاح عطية قرية وغادرها إلا أسس فيها بيت مال للمسلمين.

رحل صلاح عطية عن الدنيا تاركًا رصيدا كبيرا من المحبة في قلوب مئات الآلاف من المصريين، الذين رفضوا الاعتراف بوفاته، لا سيما بعد أن ترك مشروعات لمساعدة الفقراء، وأهالي محافظته، فاستطاع أن يجمع بين المال والشهرة وحب الناس، تاركا سيرته محكى يتفاخر بها كل من يعرفه أو سمع عن إسهاماته لصالح خدمة الناس.

Comments are closed.