
رحلة إنسانية طويلة، عاشها الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، بين أفراح وأحزان العائلة، التى كتب له القدر أن يكون ابنها البكرى وعائلها الوحيد بعد وفاة والده، بمرض خبيث، عام 1987، ليتحمل الابن الأكبر مسئولية أشقائه الأربعة، ويتكفل بنفقات زواج شقيقته الصغرى، وليصبح أبا لعائلته الصغيرة، التى تلجأ إليه للمشورة فى كل أمورها. ومن أبرز ملامح حياة رئيس الجمهورية الثانية، منذ ميلاده عام 1951، بقرية العدوة بمركز ههيا بالشرقية، لأب فلاح وأم ربة منزل، وحتى كرسى الرئاسة، وتاريخيه المهنى والسياسى.
وحصل محمد مرسى على درجة الماجيستير فى تخصصه عام 1978، ثم ترقى إلى مدرس مساعد 1979، وتزوج فى العام نفسه من ابنة خاله نجلاء على محمود إبراهيم، من قرية الشيخ شحاتة، التابعة لمركز ههيا، وهى حاصلة على الثانوية العامة وحافظة للقرآن الكريم، وبعدها سافر إلى أمريكا فى بعثة، للحصول على الدكتوراة فى علوم المواد من كلية الهندسة بجنوب كاليفورنيا عام 1982، وعمل معيدا ومدرسا فى جامعة كاليفورنيا ونورث ردج، ثم عاد كمدرس بهندسة الزقازيق بقسم هندسة المواد 1985، وسافر إلى ليبيا عام 1990، ليعمل مدرساً بجامعة طرابلس لمدة عامين، وعاد بعدها لجامعة الزقازيق مرة أخرى، كأستاذ مساعد بقسم هندسة المواد عام 1993، ثم عين كأستاذ بالجامعة فى 2003، ورئيساً للقسم لمدة 9 سنوات، ليشرف خلال فترة عمله فى الجامعة على 15 رسالة ماجيستير و5 رسائل دكتوراة.
اعتقل مرسى فى مايو 2006، أثناء مشاركته فى المظاهرات التى رفضت تحويل المستشارين هشام البسطويسى وأحمد مكى للتحقيق، واعتقل معه عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان، وقضى 7 أشهر فى السجن، حتى أفرج عنه فى ديسمبر 2006، واعتقل مرسى مرة أخرى فجر جمعة الغضب، 28 يناير 2011، مع 34 من قيادات الجماعة، ورحلوه إلى سجن وادى النطرون، لمنعه من المشاركة فى مظاهرات ميدان التحرير، وخرج مرسى من المعتقل فى 30 يناير، بعد فتح السجون وهروب قوات الأمن منها.
وكان مرسى أول رئيس منتخب لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى 2011، وهو الذى دفع به كمرشح احتياطى فى انتخابات الرئاسة، خوفا من استبعاد خيرت الشاطر، وهو ماحدث بالفعل، وأصبح مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، وأول رئيس مدنى منتخب فى مصر.
Comments are closed.