قرر الابتعاد عن أجواء القاهرة الملغومة، يجلس فى شرفة شقته المطلة على كورنيش ميامى بالإسكندرية، يستعيد ذكريات 500 يوم قضاها متعلقاً باسمه، معتبراً أنه لا يزال القائد الأب محمد حسنى مبارك.
عاصم أبوالخير مؤسس صفحة «أنا آسف يا ريس» ترقب فى حيرة إعلان اسم الرئيس الجديد، ليس لتأييده مرشحاً من الاثنين، بل لأنه لا يرى رئيساً سوى «مبارك» حتى بعد ما خلعه شعبه.. ابن الـ28 سنة تواصل أمس مع أعضاء الصفحة، معظمهم تمنى وصول الفريق شفيق، وآخرون سببوا له حالة توتر بسبب إحباطهم المستمر. مع زخم الأحداث وتتابع القنوات أمام عينه لا ينسى أن يطمئن على «والده» يتصل بالمحامى فريد الديب فيجيبه «الرئيس حالته مش مستقرة.. بس خير ماتقلقش».
يجاوره رفيقه فى المكان، أحد ضباط الأمن المركزى المشاركين فى تأمين ميدان التحرير فى جمعة الغضب، يخبره كل ربع ساعة بآخر الاستعدادات الأمنية، يعود إلى صفحته المتخذة صورة لمبارك كافتتاحية لها، مدوناً أسفلها جملة «حاولوا أكثر أن تثيروا انتباهى.. فأمثالكم لا أراهم بالعين المجردة».. تفاصيل يوم أمس، بدأه قبل خمس ساعات من إعلان النتيجة، تلقى رسالة من أحد الأعضاء لصورة للواء عمر سليمان مدون أسفلها «المرة دى نزلنالكم الفريق أحمد شفيق لو متعدلتوش المرة الجاية هنجبلكم المرعب…الجنرال عمر سليمان».
طوال يوم أمس لم ينقطع جرس هاتفه عن الرنين، تارة يطمئن أهله بالقاهرة «على بالليل هاوصل لكم.. مش هاعرف أسمع الخبر وسط القلق عندكو»، مجموعة من فوارغ علب المياه الغازية ملقاة أمامه على المنضدة وكتاب «حوار مع صديقى الملحد» حاول أن يتصفح فيه ليبتعد عن توتر الأحداث فلم يستطع، يأتيه تليفون من صديق يعمل محاسباً بأحد البنوك فى الإسكندرية يخبره بخروجه من العمل قبل ساعة كاملة من موعده الرسمى.. فيزداد ترقب الشاب العشرينى.
يستعيد «عاصم» ذكريات الأيام الأولى للثورة، مؤكداً أنه كان من المشاركين فى يوم 25 يناير، ولولا تعدى البعض على هيبة الرئيس ما سلك ذلك المسلك، ينتقل بين برامج الفضائيات يحاول الوصول لرؤية واضحة فيرد على تحليلات ضيوف التوك شو بقرار أنه سيكون من المعارضين للرئيس القادم أياً كان، فهو يرى أن الزمان لن يجود على مصر برئيس زعيم وأب وبطل من أبطال أكتوبر مثل مبارك.
«بعد قليل يُعلن اسم رئيس لمصر بعد الثورة «جملة ظهرت على شريط أسفل الشاشة جلس رهينها يوماً كاملاً، عندها يحضر كوباً من البرتقال وينتقل بزر الريموت مستقراً نحو «الفضائية المصرية» فهى القناة التى تابع من خلالها -اللحظة التى يصفها بالكارثية- خطاب التنحى، وهى ذاتها التى سيسمع فيها تحقيق نبوءة مبارك الأخيرة «الوطن باقٍ والأشخاص زائلون» قالها عاصم وهو يصرخ مؤكداً أن المخلوع كان أول من وعد بتسليم السلطة، وأن الجيش لم يأتِ بجديد، ينفذ أفكار مبارك ووعوده، لكن التيار الجديد أخذ الناس فى سكة «إنكار الجميل».
Comments are closed.