أمور غير منطقية لا يمكن التغاضي عنها في دراما رمضان

لكل صنّاع الدراما الحق في تخيّل وتصوّر ما يشاءون من أفكار وتصويرها على الشاشة فهكذا يكون الفن، ولكن مع هذا المنطق أيضا عليهم أن يضعوا المنطق والعقل في حساباتهم، وعليهم أن يُراعوا عقلية الجمهور ومدى تقبّله لتلك الأفكار التي يعرضونها عليهم؛ فكل تلك الأعمال التي نراها في الموسم الرمضاني صُنعت خصيصا للجمهور؛ فعلى الصنّاع أن يُراعوا ذلك المنطق الذي يتقبّله الجمهور.

الحالة الأولى: كانت في مسلسل “شربات لوز” الذي تقوم يسرا ببطولته، والتي تُجسّد فيه دور سيدة من حارة شعبية تُدعَى “شربات” تعمل خيّاطة في أحد المصانع التي يمتلكها سمير غانم.

ويسرا يُقدّمها لنا المخرج خالد مرعي على أنها سيدة من حارة شعبية؛ إذن فهو وضعها في قالب خاص في أذهان المشاهدين، وليس أمامه خيارات أخرى إلا أن تظهر يسرا مثل السيدات اللاتي يكنّ في الحارات فتكون ملابسها كملابسهن وطريقتها كطريقتهن، أما في المسلسل فهي غير ذلك على الإطلاق؛ فطوال الوقت شعرها مفرود في أبهى صوره بمكياج كامل، وكأنها سيدة أعمال وليست مجرّد خيّاطة في مصنع.

ربما تبدو يسرا هنا غير منطقية على الإطلاق؛ فهي ليست مثل السيدات اللاتي نراهن في الحواري، بل اختارت لنفسها وضعا خاصا مختلفا عن الجميع وضربت بالمنطق عرض الحائط.

الحالة الثانية: هي حالة معالي الوزيرة إلهام شاهين، والتي تبدو غير منطقية على الإطلاق؛ فإلهام شاهين التي تُجسّد دور معالي الوزيرة في مسلسلها الجديد “قضية معالي الوزيرة” هي شريكة الآن في جريمة درامية مع السيناريست محسن الجلاد؛ حيث وافقت على أن تظهر في المسلسل في قصة حب مع تامر هجرس، وتحكي عن تلك العلاقة ولم تتحدّث عن فارق السن وكأنه ليس موجودا تماما وكأن الأمر طبيعي.

هذا ليس كل شيء؛ فالوزيرة أيضا أبدت تعبيرا ربما صعب أن يُقال على لسان وزيرة، بالإضافة إلى أن المشهد لا يتحمّل ذلك الرد؛ ففي مشهد يجمع بين إلهام شاهين وتامر هجرس وهو يقترب منها؛ فتردّ عليه الوزيرة: “لا.. أنا مابحبش أعمل حاجة في الحرام”!!

الحالة الثالثة: والتي ضربت بعقل المشاهد عرض الحائط؛ كانت في مسلسل “طرف تالت” الذي تدور أحداثه حول 3 شباب في حارة شعبية، الغريب ليس ذلك تماما بل اللافت للنظر هو أن أهالي هؤلاء الشباب الذين من المفترض أن يكونوا في حارة شعبية ومع ذلك يرتدون ملابس غير منطقية ولا تليق بساكني حارة على الإطلاق؛ فالنساء يرتدين ملابس ضيقة قصيرة، بالإضافة إلى أن كل سيدة منهن تكشف شعرها ولا ترتدي حجابا كما هو معتاد في تلك الأماكن.

أما الحالة الرابعة: فكانت من نصيب مصطفى شعبان في مسلسل “الزوجة الرابعه” الذي يُجسّد فيه دور الحاج فواز فهو بطل المسلسل وفتوة أيضا؛ فقد استطاع أن يهزم في الحلقة الثانية 10 رجال بجدارة، وفي الحلقة الثالثة أيضا تكرّر الأمر، وكأنه شيء طبيعي أن يضرب رجل عادي 10 رجال.

Comments are closed.