الرضاعة الطبيعيّة ضرورة للأم والطفل

article-allaitement_999458_large
في زمن طغيان الاولويات الطائفية والحزبية، تتضاءل حملات جمعيات المجتمع المدني ذات الاهداف الاجتماعية والانسانية والصحية، والتي تعود بالفائدة على اللبنانيين عموماً.من هذا المنطلق دعت جمعيّة “لاكتيكا” التي تأسست في أيلول 2013 إلى وقفة أمام وزارة الصحّة اللبنانيّة للتشديد على أهمية الرضاعة الطبيعيّة وتأثيرها على صحّة الأم والطفل، وحقّهما فيها، وللمطالبة بتفعيل القانون 47/2008 القاضي بمنع كافة سبل الترويج لأطعمة الأطفال الحديثي الولادة وحتى الثالثة من أعمارهم. وحثت الجمعية الوزارة على تطبيق القانون والحد من المخالفات، وخصوصاً تلك المرتكبة في المستشفيات التي تروج علامات تجارية معينة وفي عيادات الاطباء.

تأتي هذه الخطوة نتيجة لغياب جديّة الوزارة والجهات المعنيّة في تطبيق القانون، وتنامي الخروقات التي سجّلتها الجمعيّة من إعلانات في الشوارع وعلى الشاشات لبعض المنتجات الغذائيّة الخاصّة بالأطفال، مما يؤثر على حريّة اختيار الأم. الهدف من الحملة إنساني بالدرجة الأولى لتجنّب مخاطر الأمراض، بغض النظر عن مراعاة المصالح الماديّة للشركات التجاريّة الساعية الى الربح.

الوزارة مطالبة بتطبيق القانون
وفي حديث لـ”النهار” تقول ممثلة الجمعيّة السيّدة، دارين فارس، إن التحرّك يهدف إلى رفع مستويات الوعي حول الرضاعة الطبيعيّة، وإبراز أهمّيتها وفوائدها، وتشجيع الأهل على الحصول على معلوماتهم من مصادر موثوقة لا تبغى الربح، وحثّ الجهات المعنيّة على تبني جملة من الاقتراحات تتضمّن تشكيل لجنة من وزارة الصحّة تشرف على سلامة تطبيق القانون 47/2008، تحديد بنود جزاء وعقوبات واضحة ومشدّدة لردع المخالفين، وتطوير مواد علميّة معاصرة عن أهميّة الرضاعة لتدرّس في كليات الطب والتمريض، واستكمالها بندوات دوريّة بعد التخرّج.
تشير فارس إلى أن الحليب المصنّع يوزّع مجانًا في المستشفيات بمخالفة صارخة للقانون، بموجب عقود خاصّة مبرمة بين الشركات الغذائيّة والمستشفيات والأطباء، بدليل تقديم عيّنات مجانيّة للأمهات الجدد أو دعوتهن إلى تروّج منتجات معيّنة، وتضيف: “هدفنا السماح للأم بأن تتخذ قرارها بموضوعيّة وبمعزل عن أي تأثير من أي شركة تجاريّة أو سلطة صحيّة”.

Comments are closed.