بقلم حمزة محمد :
يصر الجميع على تحميل الاخوان كافة أحداث الخيانة و هى لفظة قوية للغاية فى عالم السياسة المبنى على ادراك ماهو ممكن و انتهاز الفرصة السانحه لتحقيق الاغراض و الاهداف بأقل الخسائر. و من يحاول ان يكون محايدا سيدرك دقة موقف الاخوان المسلمون حيث يرى الكثيرين انهم مجموعة من الانتهازيين و محترفو السياسة و هو ايضا قول خاطئ و الحقيقة ان الاخوان هم فصيل عريق يعمل بالسياسة منذ اكثر مما يعى اى شخص و تطورهم و نضجهم السياسى مر بمراحل و محطات مختلفة . ارى انها جعلتهم من اقدر الناس على قراءة المشهد السياسى و مشاهدة الكمائن التى يستطيعون عبورها و او التى لا يستطيعون عبورها
و قد احسست بشئ من ضرورة محاولة قراءة مواقف الاخوان من منظور مختلف و ربما بأكثر من منظور فهناك المنظور التخوينى للاخوان
و هناك المنظور الاخوانى للتفسير و هناك قراءة لما بين السطور او المنظور الخاص بى
و سوف أبدء بالمنظور الخاص بى و رؤيتى للامر و ذلك لان الرؤى الاخرى قد لا تقدم جديدا و ربما لانى ارى انها المنظور التوافقى للرؤى و هو المنظور الذى نحتاجة اليوم إذا كنا نرغب فى تجاوز الازمة و الخروج من المأزق الراهن
و القرائة التوافقية هى القراءة التى تفترض ان الجميع لدية الحاجه ان يدافع عن موقفة و ان التماس الاعزار قد يقدم حلا للخروج من دوامة صراع ارتفع طنينة حتى صم الاذان
و هنا اصبح الدور على الجيش لاتمام هذة الصوره فلو كانت رغبة الجيش هو فض الميدان لكان لة هذا بأكثر من طريقة فكان من الممكن ان يقدم القوى السياسية للتفاوض حول ترك الميدان او تقنين الاعتصام بعمل لجان شعبية و الاتفاق على عدم قطع الطريق حتى تنتهى الانتخابات و حتى بعد فض الاعتصام بالقوة كان سهلا على قوى الامن ان تحكم السيطرة على الميدان و تمنع عودة المعتصمين و هو سيناريو نجح من قبل ولكنهم تركو الميدان بعد إخلائة امس حتى عاد المعتصمين و هنا كان التدخل العنيف الذى يصعد بدون رجعة
لماذا لا اتهم المعتصمين بالخيانة هنا مع انهم يحققو المطلب العسكرى فى تأجيل الانتخبات (إذا اردنا ان ننظر للمجلس العسكرى بصورة تأمرية) . هذة هى النظرة التوافقية للموضوع و انا اجد ان لدى التبرير القوى و هو ان هذا الشباب لم يكن قوة سياسية موحدة او ناضجة و لكنهم شباب حماسى يرد بعفوية على الاحداث
و هنا اعود للاخوان و موقفهم و انا ارى موقف الاخوان دقيق فمعظم من يطالبون الاخوان بالنزول الى الميدان لا يضمنون للاخوان دعما او تأيد بل انهم دائمين الهجوم على الاخوان و هو ما يكشف الغطاء عن الاخوان عند اول هجوم من القوى الليبرالية عليهم او من المجلس العسكرى.
فنزول الاخوان للميدان بدون إجماع القوى الوطنية هو مغامرة غير محسوبة لم يعتد الاخوان على خوضها , بل قد يرى الاخوان انه فخ لكى يتم تقديم الاخوان و التيارات الدينية على طبق من فضة للمجلس العسكرى. حيث يؤيد قطاع كبير من الشعب الذى انهكتة الادارة الجيدة فى إسقاط الدولة من المجلس بطريقة ماكرة (إذا اردنا ان ننظر للمجلس العسكرى بصورة تأمرية) جعلت الشعب يصخط على الثورة و ليس على قادة الفترة الانتقالية . هنا لو نزل الاخوان و أيدت باقى القوى المجلس فسوف يكون الاخوان فى ورطة خصوصا ان الشعور العام هو ان هجوم النظام على افراد التيارات الدينية لم يكن يثير الشعب او يحفز النزول لدعمهم نتيجة الصورة السلبية التى كونها الليبراليين و العلمانيين فى ظل النظام السابق عن الاسلاميين . و انا ارى ان الاخوان سينزلو الى الميدان و لكن بعد إجبار كافة القوى على النزول و ليس الان .اما الاخوان كافراد فهم سيكونو فى الميدان فى كل وقت و لكن كأفراد و ليس كجماعة يستطيع المجلس العسكرى ان يواجهها
و حقيقى ان الاخوان كانو من اكثر الناس حرصا على الانتخابات ولكن لم ؟؟ سيفسرها البعض على انهم يطمعون فى السلطة و هو قول خبيث من معارضى الاخوان لان رغم ما بة من اعتراف ضمنى بقوة الاخوان إلا انة يصر على عدم اعطائم حقهم الشرعى فى القيادة , و يصر على إبطال الوسيلة الشرعية التى تعطى الاخوان القيادة او تكشف انهم ليسو مستحقين لها .
و سيفسر الاخوان و كثير من الوسطيين ان الانتخبات كانت هى الطريقة النموزجية لسحب البساط خطوة من المجلس العسكرى و البناء مؤسس اخرى تعمل على بقاء الدولة فى حالة الاعتراض على المجلس العسكرى و المطالبة بإسقاطة. و لكن حتى و مع وجاهة هذا المنظور فإن من المؤكد ان الاخوان لن يظلو على الحياد لامد طويل و لكن ستكون المطالبة اولا لكافة الفصائل بالنزول الى الميدان و عدم الدفع بأسم الاخوان بالشكل الرسمى فى المقدمة
و فى نفس الوقت عرض الاخوان مخرج للجيش بقبول البيان الخاص بة و فية اشارة واضحة ان الاخوان سيدعمون الخروج الامن للمجلس العسكرى فى حال إعلانة عن خريطة طريق تنتهى بنهاية نصف العام القادم 2012 و هو حل توافقى ستتهم القوى الليبرالية الاخوان فيه بالخيانة لانة سينهى الازمة لصالح الاخوان.
و هنا ينبغى ان نبحث عما إذا كانت القوى اليبرالية صادقة فى معاداتها للمجلس العسكرى ام انها تستخدم الثوار فى الشارع كورق ضغط تعمل على اطالة الفترة الانتقالية بما يسمح للجيش بضرب التيار الاسلامى و منعة من الوصول للسلطة من خلال انتخابات ديموقراطية. هنا سيقع الاخوان فى هذا الفخ لو نزلو مبكرا للاعتصامات و لذلك اظن ان الاخوان سينتظرو حتى تنزل كافة القوى الليبرالية الاخرة لكى لا تتصدر جماعة الاخوان المشهد السياسى. فهناك مخاطرة هائلة ان يتحول موقف الليبراليين من مناصرة الثوار فى ميدان التحرير لو تصدر الاخوان المشهد الى مناصرة المجلس العسكرى كى يتخلص من الاخوان و هو موقف تكركر عندما استخدم الليبراليون كلمة جمعة قندهار للهجوم على التيار السلفى فى استعداء صارخ للمجلس العسكرى لكى يقوض قوة التيار الدينى , و ايضا نموزج الهجوم العنيف من ممدوح حمزة على كل من سينزل الى الميدان لدعم رفض وثيقة السلمى .
و قد اكون مخطئا فى نظرتى لليبراليين و هنا سيكون الليبرالييون فى موقف صراع شريف مع المجلس العسكرى (و انا استبعد النبل و الشرف من اللعبة السياسية كثيرا) بما يؤدى الى محاولة المجلس للتحالف مع التيار الاسلامى بإقامة انتخابات سليمة و شرعية و عدم دعم التيار الليبرالى المصارع للعسكر . و هنا تكون مصر قد خسرت كثيرا من رصيد التوازن السياسى الذى كان الليبراليين قادرين على ايجاده لان الليبراليين ليسو قوة واقعية بل قوة ورقية تعمل من خلال الميديا و تحتاج للدعم الجسدى الذى كان سيوفرة المجلس العسكرى. و هى خسارة لمصر قبل اى أحد لان القوى الاسلامية على الرغم من حسن ظنى بها إلا انها ستحتاج الى ترشيد فى الفترة القادمة و هو الدور الذى سيلعبة الليبراليين لو لم يخسرو الجيش . و لو لم يخسر الجيش رصيدة لدى الشعب . و فى النهاية هذة هى الرئية التوافقية التى ارى ان الجميع لابد ان يلتمس بها العذر للاخر
و بالنظر للاطراف الخرى فموقفها لا يحتاج الكثير من السرد و هو اكثر وضوحا فاليبراليين اقلية تخشى ضياع فرصتها فى توجية البالد بعد زمن طويل من الحكم و السيطرة
و المجلس يخشى المحاسبة فهم من المؤكد انة قد تورط فى عهد مبارك فى اعمال فساد و ذلك لان لا يمكن لنظام مبارك ان يسمح لوجود شرفاء يفضحوا امره او يكشفو فساده و يحتاج المجلس لتطمين قوى بخروج آمن من السلطة , و هو لم يكن موجودا فى ظل اصوات الثوار الغير مأمونة الجانب
Comments are closed.