صحفية شابة، اعتادت تغطية أخبار عالم الفن وحياة النجوم والمشاهير بأحد أكبر المواقع الإخبارية بمصر، لكن جاءت تغطيتها لحفل توزيع جوائز الأوسكار هذا العام، لتكون نقطة تحول في حياتها المهنية، لتصبح حديث الساعة، وخاصة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
شنَّ رواد “السوشيال ميديا” هجومًا حادًّا، انتقدوا خلاله شيماء عبد المنعم، أول صحفية مصرية تغطي جوائز الأوسكار مباشرة من لوس أنجلوس؛ بسبب واقعتها مع النجم ليوناردو دي كابريو، وسؤاله عن فوزه بالأوسكار.
واليوم، بادرت “شيماء” بالاعتذار عما بدر منها خلال تغطيتها فعاليات الأوسكار، وذلك في رسالة مطولة عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، اليوم الأحد.
وقالت شيماء عبد المنعم: “بداية أعتذر عن خطئي الذي قمت به خلال تغطيتي للأوسكار، وربما أكون تأخرت في كتابة هذا الاعتذار حتى أستوعب الأمر، وأتجاوز الإهانة التي جاءت من بعض المنتقدين ليس على أدائي خلال التغطية، إنما الإهانة الشخصية التي طالت زوجي وابنتي وعائلتي”.
وأضافت: “كنت في رحلة عمل هي الأولى في تغطية فعاليات الأوسكار، وكانت فرصة كبيرة لي، عملت من أجلها لعامين، ومن قبل ذلك لعدة أعوام، أتابع نفس الحدث من داخل مصر، فتقدمت أكثر من مرة لكي أذهب، وأرسلت العديد من التقارير التي نشرتها على مدار ٥ سنوات، وأخيرًا أتتني الموافقة، وحين أبلغت رئيس التحرير الأستاذ خالد صلاح، وافق على الفور، وشجعني وطالبني بالمذاكرة الجيدة لكي أكون مستعدة لهذا الحدث الضخم، وبالفعل استعديت للحدث على قدر خبرتي، وسافرت لا أملك إلا كاميرا وقلم وتشجيع رئيسي وزملائي”.
وأوضحت: “حاولت أنقل استعدادات وأحداث الأوسكار بعيون من تحضره لأول مرة، ربما أكون انبهرت كشابة صحفية في مقتبل حياتي المهنية في لحظة أشاهدها فقط على شاشات التليفزيون، ونحن في اللحظة التي ننبهر فيها نفتقد كثير من أدواتنا، هكذا تعلمت، ولكني لا أنكر أن هناك فرق كبير بين أن تتعلم نظريًا، وأن تتعلم من خطأ، أتتني فرصة وأخطأت في ذلك؛ بسبب عدم الخبرة في السيطرة على ارتباكي، بعدما وجدت نفسي على بعد خطوات من تحقيق حلمي بعد تقديم تغطية لن يرى الكثيرون ممن انتقدوني سوى آخر دقيقة منها، ولا يمكن لأحد ممن انتقدوني ولهم الحق لأني تحدثت باسم مصر، أن يشعر بالحزن كما شعرت به أنا، فمن السهل أن تحكم على غيرك، لكنك أبدًا لن تعرف إحساسه”.
وأردفت: “لقد أخطأت أولاً في حق نفسي ثم بلدي، كما أنني أخطأت في حق جريدتي التي وثقت في قدراتي، وأخطأت في حق القرّاء الذين كانوا يودون في تمثيل أفضل وتغطية أقوي، فأعتذر لهم جميعًا، وهدفي الوحيد وراء ذلك أن أحقق حلم حضرت له الكثير، وأن أجعل ابنتي تفخر بي عندما تكبر، وتعي ما قدمته من مجهود محاولة مني في تحقيق حلم؛ لأصبح من خلاله مميزة في مجال عملي كصحفية”.
وأشارت: “أعدكم بأن تكون هذه التجربة درسًا لا أنساه، وخطأ سأتذكره كما يتذكره الآخرون، يعلمني أن الصحفي الجيد يحتاج لمجهود كبير، فلكل من انتقدني أو سخر مني شكرًا، لأنه سيدفعني أن أطور من نفسي، وأن أعمل جاهدة، وأبذل قصارى جهدي لأن أكون أفضل في تغطية الأوسكار للسنة المقبلة، وأن أراجع أخطائي وأتعلم، ولكل من دافع أو تعاطف معي أشكره؛ لأنه تفهم موقفي وقلة خبرتي والتي ستزداد يومًا بعد يوم، لأقدم الأفضل ثم الأفضل، وإذا أخطات حالاً، فهذا يدل أنني سأقدم الأفضل مع مرور السنوات لأنني أخذت الدرس مبكرًا”.
واختتمت الصحفية شيماء عبد المنعم رسالتها: “أعتذر للجميع وأولهم جريدتي التي أنتمي لها والتي شجعتني ودعمتني، وتحملت أذى كبير، وانتقادات لاذعة، وعاملتني حتى في خطئي بروح الأسرة التي تدافع عن أبنائها خارج المنزل”.
Comments are closed.