سيدة تحول “أطفال شوارع” مصر إلى “جواهر الطريق”

زاد فى الأونة الأخيرة عدد الاطفال الصغار المنتشرين فى  شوارع القاهرة ما أدى الى أرتفاع نسبة الجرائم التى باتت تؤرق الكثيرين خصوصا في ظل التسيب الامني الذي تعيشه مصر حاليا. سيدة سعت الى تغيير هذا المشهد وتحويل هؤلاء الصبيه من مشردين لا هدف لهم في الحياة الى أناس فاعلين فى المجتمع وسمتهم جواهر على الطريق، انها السيدة كوهينور.

 من النقيض إلى النقيض تغيرت صورة الاطفال المشردين في شوارع القاهرة وانقلب المشهد رأسا على عقب بفضل كوهينور التي لم تبالي بصعوبة الطريق التي اختارتها من اجل بلوغ هدفها ونقل هؤلاء البؤساء الصغار الى بر الامان. لقد ساعدتهم على التكيف والاندماج في مجتمعهم رغم الهوة السحيقة التي كانت تفصلهم عن اترابهم.  تحدت كوهينور ذاتها وأعطت من وقتها الكثير لتتعرف على نفسية أطفال الشوارع وتنتشلهم من عادات غير سوية اكتسبوها في بيئتهم السابقة الى عادات اجتماعية صحية نقلتها اليهم بصبرها ومعرفتها وحسها الامومي.

كوهينور أم لأطفال المغتربين تغربواعن مجتمهم تقول:”الفكرة بدأت فى أوائل التسعينات لما كنت صغيره بحثت عن مكان وشوفت أولاد وأنا صغيره فى الخمسينات والستينات كان ممنوع تلبسى بيجامه بعد ما تصحى من النوم فلما لقيت أولاد كده عرفت أن هم فى ملجأ وعرفت أن فيه ملجأ وكنت عارفه إنه موجود وراء مستشفى حساب ودورت عليه لما أشتغلت وبقى معايا فلوس فا قولت لازم أبتدى أعمل حاجه وأنا طبيعى بكتب قصص أطفال وغاوبه جدا وحتى علاقتى بالأطفال متميزه”.

جواهر على الطريق هي التسمية التي اطلقتها كوهينور على اطفال الشوارع علها بذلك تضمد جروحا كثيرة وعميقة ادت الى طمس مشاعرهم الجميلة المدفونة في داخلهم.

من الأولاد مجدى أحد الأطفال قال:”أنا من صغرى هربت من البيت فضلت أهرب  بعد كده مسكونى وودونى جمعية اسكندريه قبلت ماما كوكا هناك وبقيت أشتغل فى الأوبالين وأطلع بره شغل وبقت تعمل لى عيد ميلادى أمى جت أستلمتنى من هناك فهربت منها وجيت على هنا وماما كوكا هى اللى ما خلتنيش أهرب”.

عبد الله قال:”هى اللى حببتنى فى المكان وهى اللى دخلتنى الورشه وأنا ماكنتش بحب أشتغل لكن هى اللى حببتنى فى المكان هنا وعودتنى أن أنا ما أمدش أيدى لحد أقول له أعطينى”.

حافظ قال:”هربت لأن أبويا كان عمال يضرب فيه  وهنا ماما كوكا بتحينى وشغلتنى فى المشروم وماما كوكا لما أكبر حاتعملى مصنع مشروم أشتغل فيه أنا وأصحابى “.

تعاونت مع المؤسسة فى تربية جيل منتج محب للحياة بعدما كان جيلا ضائعا تعتمل بين ضلوعه مشاعر قد يؤدي تفجرها الى مشاكل عدة تلحق الضرر بهم وبالمجتمع ككل.

مصطفى عبد الرحيم  مدير الوحده الصحيه لرعاية الأحداث قال:”حصل تغير كبير والأولاد بيحبوها جدا بمجرد ما تدخل بعربيتها من المؤسسه الأولاد بيجروا عليها وبيقولوا لها ياماما ياماما لأن هى بتعمل لهم حاجات جميله جدا والعيال مبسوطه جدا بالشغل اليدوى وفى نفس الوقت هى بتجيب لهم كل طلباتهم”.

اطفال الشوارع يستحقون الحصول على معونة مادية لكن الاهم هو الدعم المعنوي الذي يمكن ان يبلسم جراحهم ويدخل الامن والطمانينة الى نفوسهم فيحيون بذلك حياة طبيعية. هكذا يكون العطاء وتكون التجارب الناجحه التي تتحول الى مثال يحتذى.

عبلة عبد الحليم

Comments are closed.